لكن الشعب لم يكونوا بعد متأهبين لاستقبال سيدهم . كان هنالك عمل تأهب ينبغي ان يتموه . كان سيعطى نور لتوجيه عقو لهم الى هيكل الله في السماء، ولانه كان عليهم ان يتبعوا رئيس كهنتهم بالايمان في خدمته هناك كانت ستعلن لهم واجبات جديدة . وكانت ستقدم الى الكنيسة رسالة انذار وتعليم اخرى. GC 466.4
يقول النبي: ”من يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره . لانه مثل نار الممحص ومثل اشنان الق صَّار. فيجلس ممحصا ومنقيا للفضة فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر“ (ملاخي ٣ : ٢ و ٣). فالذين يكونون عائشين على الارض عندما تنتهي شفاعة المسيح في القدس السماوي عليهم ان يقفوا في حضرة الله القدوس من دون وسيط . ينبغي ان تكون ثيابهم نقية بلا عيب، وصفاتهم مطهرة من الخطيئة بدم الرش . فبنعمة الله وجهودهم ينبغي لهم ان ينتصروا في حربهم ضد الشر . فعندما تكون الدينونة الاستقصائية (التحقيقية) سائرة قدما في السماء والعمل جاريا بإزالة خطايا المؤمنين التائبين من القدس، فلا بد ان يكون هنا لك عمل تطهير خاص وإزالة الخطيئة بين شعب الله على الارض . وهذا العمل معروض على نحو اوضح في الرسائل الواردة في الاصحاح الرابع عشر من الرؤيا. GC 467.1
فعندما يكون هذا العمل قد كمل سيكون اتباع المسيح مستعدين لظهوره: ”فتكون تقدمة يهوذا واورشليم مرضية للرب كما في ايام الق دم وكما في السنين القديمة“ (ملاخي ٣ : ٤). وحينئذ فستكون الكنيسة التي سيقبلها ربنا لنفسه في مجيئه ”كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك“ (أفسس ٥ : ٢٧). وحينئذ ستبدو ”مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية“ (نشيد الانشاد ٦ : ١٠). GC 467.2
وفضلا عن مجيء الرب الى هيكله فان ملاخي ينبئ عن مجيئه الثاني ايضا لاجراء الدينونة بهذا القول: ”واقترب اليكم للحكم واكون شاهدا سريعا على السحرة وعلى الفاسقين وعلى الحالفين زورا وعلى السالبين اجرة الاجير الارملة واليتيم ومن يصد الغريب ولا يخشاني قال رب الجنود“ (ملاخي ٣ : ٥) .ثم ان يهوذا يشير الى المشهد نفسه حينما يقول: ”هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه. ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على جميع اعمال فجورهم“ (يهوذا ١٤ و ١٥). هذا المجيء ومجيء الرب الى هيكله كل منهما مختلف عن الآخر ومنفصل عنه. GC 467.3