”اجرة الخطيئة هي موت واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا“ (رومية ٦ : ٢٣). ففي حين ان الحياة هي ميراث الابرار فالموت هو نصيب الاشرار. لقد أعلن موسى قائلا لاسرائيل: ”قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير والموت والشر“ (تثنية ٣٠ : ١٥). ان الموت المشار اليه في هذه الآية ليس هو الموت الذي حكم به على آدم لان كل بني الانسان يقاسون قصاص تعديه، ولكنه ”الموت الثاني“ الذي وضع على نقيض الحياة الأبدية. GC 591.1
وقد كان من نتائج خطيئة آدم ان الموت اجتاز الى الجنس البشري كله. فالجميع ينحدرون الى الهاوية على السواء . وعبر تدبير الخلاص سيخرج الجميع من قبور هم. ”سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة“، ”لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع“ (اعمال ٢٤ : ٢٥ ؛ ١كورنثوس ١٥ : ٢٢). ولكن سيكون هنالك فرق بين الذين سيخرجون من قبورهم من الفريقين: ”يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلو ا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة“ (يوحنا ٥ : ٢٨ و ٢٩). فالذين ”حسبوا اهلا“ لقيامة الحياة هم ”مباركون ومقدسون“، ”هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم“ (رؤيا ٢٠ : ٦). اما الذين لم يحصلوا على الغفران بواسطة التوبة والا يمان فلا بد ان ينالوا قصاص تعدياتهم: ”اجرة الخطيئة“. وهم يقاسون قصاصا يختلف في مدته وشدته ”حسب اعمالهم“، ولكن اخيرا سينتهي امرهم بالموت الثاني. وحيث انه يستحيل على الله في حالة التوافق بين العدل والرحمة ان يخلص الشرير من خطاياه فسيحرمه من الوجود الذ ي قد خسره بسبب عصيانه والذي قد برهن هو على عدم استحقاقه اياه. وقد كتب كاتب ملهم يقول: ”بعد قليل لا يكون الشرير . تطلع في مكانه فلا يكون“ (مزمور ٣٧ : ١٠) وهنالك آخر يعلن قائلا: ”ويكونون كأنهم لم يكونوا“ (عوبديا ١٦). فاذ يكونون مجللين بالعار يهبطون يائسين الى اعماق النسيان الابدي. GC 591.2