ان الليلة التي قضاها يعقوب في الكرب والعذاب عندما صارع في الصلاة في طلب الخلاص من يد عيسو (تكوين ٣٢ : ٢٤ — ٣٠). انما ترمز الى اختبار شعب الله في وقت الضيق . فبسبب خداعه الذي لجأ اليه ليظفر ببركة ابيه التي كان المقصود بها عي سو هرب يعقوب طالبا النجاة اذ كان خائفا من تهديدات اخيه له بالموت . وبعدما بقي متغربا سنين كثيرة خرج امتثالا لامر الله ليعود بزوجاته وأولاده وقطعانه ومواشيه الى ارض ميلاده . وعندما وصل الى تخوم البلاد امتلأ قلبه رعبا وهلعا عندما بلغته انباء قدوم عيسو اليه على رأس فرقة من المحاربين، وكان بلا شك قادما ليثأر لنفسه . وأما الجماعة التي كان يعقوب على رأسها فلم تكن مسلحة ولا تملك وسائل دفاع، فبدا اعضاؤها كأنهم موشكون ان يسقطوا غنيمة عاجزة للقسوة والقتل . وقد اضيف الى حمل الجزع والخوف حمل آخر ساحق هو لوم يعقوب نفسه لان خطيئته هي التي أوقعته في هذا الخطر . فكان رجاؤه الوحيد في رحمة الله، وينبغي ان تكون الصلاة ملاذه الوحيد . ومع ذلك فمن جانبه كان لا يهمل عمل شيء من شأنه ان يكفر عن ظلمه لأخيه لكي يحول بعيدا عنه الخطر الذي يتهدده . وهكذا يجب على اتباع المسيح عندما يقتربون من وق ت الضيق ان يبذلوا كل ما في طوقهم حتى يضعوا انفسهم في نور لائق امام الشعب لكي يجردوا التعصب من سلاحه ويبعدوا عن انفسهم الخطر الذي يتهدد حرية الضمير. GC 667.2