قرابة ذلك الوقت وصل الى براغ من انجلترا اثنان من الغرباء من أرباب العلم، كانا قد حصلا على النور وأتيا الى هذه البلاد القاصية لينشراه فيه ا. واذ بدآ بهجوم عل ني على سيادة البابا أسكتتهما السلطات سريع ا. ولكن اذ كانا لا يريدان ان يتنحيا عن غرضهما لجآ الى اجراءات أخرى . فبصفتهما فنانين رسما في ساحة واسعة مكشوفة لجماهير الناس صورتين، أولاهما تمثل دخول المسيح الى أورشليم ”وديعا راكبا على أتان و جحش ابن أتان“ (متى ٢١ : ٥). ويتبعه تلاميذه وقد بليت ثيابهم من طول السفر، وهم يسيرون حفاة . أما الصورة الثانية فقد رسما فيها الموكب البابوي وقد ارتدى البابا أفخر الثياب وأبهى الحلل وعلى رأسه الاكليل المثلث، وامتطى جوادا عليه زينة فخمة، وكان يتقدم ه ضاربو الأبواق ويتبعه الكرادلة والاساقفة في حللهم البهية. GC 110.3
كانت هذه عظة استرعت انتباه الناس من كل الطبقات . وقد أتى جماهير الناس لمشاهدة تينك الصورتين، ولم يخفَ مغزاهما على أحد . وتأثر كثيرون اذ رأوا الفرق الشاسع بين وداعة المسيح وتنازله مع أنه هو السيد، وكب رياء البابا وغطرسته مع أنه يعترف بأنه عبده وخادمه . فحدث كثير من الشغب في براغ . وبعد وقت وجد ذانك الغريبان أنه ينبغي لهما ان يرحلا حرصا على سلامتهم ا. لكنّ الدرس الذي علماه للشعب لم يُنسَ أبد ا. لقد أحدثت الصورتان تأثيرا عظيما في نفس هس، وذلك قاده الى دراسة أكمل للكتاب ولمؤلفات ويكلف . ومع انه لم يكن الى ذلك الحين متأهبا لقبول الاصلاحات التي دافع عنها ويكلف فقد رأى بوضوح أكثر حقيقة البابوية عن كثب، وبغيرة عظيمة شهَّر بكبرياء السلطة الكنسية وطموحها وفسادها. GC 111.1
ومن بوهيميا امتد النور الى ألمانيا، لأن الاضطراب الذي ح دث في جامعة براغ سبّب انسحاب مئات من الطلبة الالمان . وكان كثيرون منهم قد تلقوا من هس معرفتهم الاولى بالكتاب المقدس، فعند عودتهم بشروا بالانجيل في وطنهم. GC 111.2
وصلت أنباء العمل في براغ الى روما، وسرعان ما استُدعي هس ليمثل أمام الباب ا. فلو أطاع لكان قد عرض نفسه لموت مؤكد . فلقد اتحد ملك بوهيميا وملكتها مع رجال الجامعة وبعض النبلاء والضباط في تقديم التماس الى البابا حتى يسمح ببقاء هس في براغ وأن تستجوبه روما بواسطة مندوب بابوي . ولكن بدلا من أن يجيبهم البابا الى هذا الطلب شرع في محاكمة هس وادانته، وأعلن أن مدينة براغ قد وقعت تحت الحرم البابوي. GC 111.3