استطرد المخلص قائلا: “ لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك.. لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضاُ يحيي من يشاء” (يوحنا 5 : 19، 21). كان الصدوقيون ينكرون عقيدة قيامة الأجساد ، ولكن يسوع يخبرهم هنا أن من بين أعظم أعمال أبيه هي إقامة الأموات ، وأنه هو نفسه له القدرة على القيام بنفس ذلك العمل: “تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون” (يوحنا 5 : 25). وكان الفريسيون يعتقدون بقيامة الأموات ، والمسيح يعلن أنه حتى الآن القوة التي تمنح الحياة للموتى هي بينهم وعليهم أن يشاهدوا إعلانها . ونفس قوة القيامة هذه هي التي تعطي حياة للنفس المائتة “بالذنوب والخطايا” (أفسس 2 : 1). إن روح الحياة في. المسيح يسوع الذي هو “ قوة قيامته” هو يعتقني “ من ناموس الخطية والموت” (فيلبي 3 : 10، رومية 8 : 2). وسيادة الشر تنتهي ، وبالإيمان تحفظ النفس من الخطية . فمن يفتح قلبه لروح المسيح يصير شريكا في تلك القوة العظمى التي ستقيم جسده من القبر. ML 187.3
إن ذلك الناصري المتواضع يؤكد ويثبت أصله العظيم الرفيع على حقيقته. إنه يسمو فوق البشرية ويخلع عنه شبه جسد الخطية والعار ويقف متجليا كالممجد من الملائكة وابن الله المتحد بخالق الكون . لقد شمل الذهول سامعيه إذ لم يتكلم إنسان بمثل ما تكلم هو به ، أو حمل في نفسه ذلك الجلال الملكي . كلامه واضح وصريح ، وبكل وضوح يعلن مهمته وواجب العالم: “لأن الآب لا يدين أحداَ، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله .. لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً، لأنه ابن الإنسان” (يوحنا 5 : 22 و 23 و 26 و 27). ML 188.1