كان ذلك المفلوج عاجزا تماما ، فإذ لم ير عونا يأتيه من أي إنسان غاص في بالوعة اليأس. ولكنه بعد ذلك سمع عن القوات العجيبة التي أجراها يسوع . وسمع أن آخرين كانوا خطاة وعاجزين مثله نالوا الشفاء ، حتى البرص طهروا . وقد شجعه أصدقاؤه الذين أنبأوه بتلك الأخبار السارة ، على الإيمان بأنه يمكنه هو أيضا أن يشفى لو حمل إلى يسوع. ولكن قلبه غاص في داخله في يأس مرير عندما ذكر كيف أصابه ذلك المرض . وقد كان يخشى من أن ذلك الطبيب القدوس قد لا يحتمل أن يراه ماثلا في حضرته ومع ذلك فإن ما كان يصبو إليه هذا المريض لم يكن هو شفاء الجسد بقدر ما كان يتوق إلى الراحة من عبء الخطية ، فلو أمكنه أن يرى يسوع وينال يقين غفران السماء وسلام الله فسيكون قانعا بالموت أو بالحياة بحسب ما يريد الله . كانت صرخة ذلك الرجل المحتضر هي هذه: “يا ليتني أمثل أمامه!” لم يكن لديه وقت يضيعه هباء ، فلقد تهرأ جلده ولحمه وبدت في جسمه آثار الفساد فتوسل إلى أصدقائه أن يحملوه على فراشه إلى يسوع ، ففعلوا ذلك بكل سرور . ولكن الزحام في داخل البيت الذي كان في به المخلص وخارجه كان على أشده حتى بدا من المستحيل على ذلك المريض وأصدقائه أن يشقوا لأنفسهم طريقا في وسط تلك الكتل البشرية ليصلوا إليه أو على الأقل يسمعون صوته من بعد. ML 242.1
كان يسوع يعلم في بيت بطرس وحسب العادة كان تلاميذه جلوسا إلى جواره: “ وكان فريسيون ومعلّمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية وأورشليم” (لوقا 5 : 17). لقد أتى أولئك الناس ليتجسسوا على يسوع لعلهم يجدون عليه علة ، وخارج هذه الدائرة كانت توجد جموع مختلطة بلا ترتيب . منهم المتشوقون والمتهيبون والفضوليون والعديمو الإيمان . وكانت جنسيات مختلفة وطبقات متعددة ممثلة هناك: “وكانت قوة الرب لشفائهم” (لوقا 5 : 17). فكان روح الحياة يحتضن ذلك الجمع ، ولكن الفريسيين والمعلمين لم يلاحظوا حضوره إذ لم يكونوا يحسون بحاجتهم ولذلك لم يكن لهم نصيب في الشفاء: “أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين” (لوقا 1 : 53). ML 242.2