والرحماء سيرحمون ، والأنقياء القلب يعاينون الله. إن كل مكر نجس يدنس النفس ويضعف الحساسية الأدبية ويفضي إلى إزالة انطباعات الروح القدس ويظلم البصيرة الروحية بحيث لا يستطيع إنسان أن يرى الله . إن الرب قد يغفر للخطاة التائبين وهو يفعل ذلك بكل تأكيد ، ولكن مع إن الإنسان يحصل على الغفران فإن النفس قد شوهت وأصابها العطب ، لذا يجب على كل من يريد أن يكون إدراكه للحق الروحي صافيا أن يطرح عنة كل نجاسة في القول أو الفكر. ML 280.1
ولكن كلام المسيح يشتمل على ما هو أكثر من التحرر من النجاسة الشهوانية ، ومن النجاسة الطقسية التي كان اليهود يتجنبونها بكل صرامة. إن الأنانية تحرمنا من رؤية الله . والإنسان الذي يطلب ما لنفسه يعتبر أن الله مثله محب للذات . فما لم ننبذ هذا لا يمكننا أن نفهم ذاك الذي هو محبة . إن القلب الخالي من الأنانية ، والروح المتواضع الواثقة ، هما وحدهما اللذان يعتبران الله أن الله “إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء” (خروج 34 : 6). ML 280.2