قال يسوع: “ أنتم ملح الأرض” (متى 5: 13). لا تهجروا العالم هربا من الاضطهاد ، بل عليكم ان تلبثوا بين الناس حيث كنتم ، حتى يكون طعم رضى الله كالملح لحفظ العالم من الفساد . ML 282.3
إن القلوب التي تستجيب لنداء الروح القدس هي القنوات التي تجري فيها بركة الله .فلو أن من يخدمون الله هجروا العالم وارتحل روح الرب من بين الناس فإن هذا العالم يترك للدمار والخراب اللذين هما الثمرة المرة لسيادة الشيطان. إن الناس الأشرار مدينون- وإن كانوا لا يعلمون ذلك- حتى ببركات هذه الحياة ، إلى وجود شعب الله الذين يحتقرونهم ويظلمونهم في هذا العالم. ولكن إذا كان المسيحيون لا يمتلكون من المسيحية غير اسمها فانهم يشبهون ملحا فقد ملوحته ، إذ لا يكون لهم تأثير صالح على العالم . وبسبب سوء تمثيلهم لله يصيرون شرا من غير المؤمنين. ML 282.4
“ أنتم نور العالم” (متى 5: 14). لقد فكر اليهود في احتكار فوائد الخلاص لأمتهم ، ولكن المسيح أبان لهم أن الخلاص ملك لجميع الناس كنور الشمس ، إنه ملك العالم كله . فديانة الكتاب المقدس ينبغي عدم حصرها بين دفتي الكتاب ولا بين جدران كنيسة ، أو إخراجها من حين لأخر لأجل منفعتنا الشخصية ، وبعد ذلك نلقي بها جانبا . ولكن القصد منها هو تقديس الحياة كل يوم ، وإظهار نفسها وتأثيرها في كل صفقة تجارية وفي جميع علاقاتنا الاجتماعية. ML 283.1
إن الخلق الحقيقي لا يصاغ من الخارج أو يلبس كرداء ، ولكنه يشع من الداخل. فإذا رغبنا في إرشاد غيرنا في طريق البر يجب أن تكون مبادئ البر مكنوزة في قلوبنا . إن اعترافنا قد يعلن مبادئ الدين ولكن تقوانا العملية هي التي تقدم للناس كلمة الحق . إن الحياة الثابتة على الحق والسيرة المقدسة والاستقامة التي لا انحراف فيها والروح النشيطة المحبة للخير والمثال الصالح هي النوافذ التي يشع منها النور إلى العالم. ML 283.2