إن ذاك الذي وقف إلى جوار تلك الأم النائحة الحزينة عند أبواب نايين يقف إلى جوار كل إنسان نائح أمام نعش قريبه. إنه يرثي لنا في أحزاننا . وقلبه الذي أحب الناس وعطف عليهم هو نفس القلب العطوف الرقيق الذي لا يتغير . وكلمته التي أعادت إلى الموتى الحياة ليست أقل في قوتها وفاعليتها الآن مما كانت حين سمعها الشاب الميت في نايين . إنه يقول: “دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض” (متى 28 : 18). فذلك السلطان لم ينقص بمرور آلاف السنين ولا نفد لكثرة ما استنفد السيد من نعمة فائضة . إنه لا يزال المخلص الحي لكل من يؤمنون به. ML 296.1
لقد أحال يسوع حزن تلك الأم إلى فرح عندما أعاد إليها ابنها. ومع هذا فإن ذلك الشاب ما عاد إلى هذه الحياة الأرضية إلا ليقاسي أحزانها ومشقاتها ومخاطرها ، وليقع فريسة للموت مرة أخرى . لكن يسوع يعزينا عن أحزاننا على موتانا برسالة الرجاء العظيمة إذ يقول : “أنا هو ... الحي. وكنت ميتاً. وها أنا حي إلى أبد الآبدين! .. ولي مفاتيح الهاوية والموت” ، “فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين — خوفاً من الموت — كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية” (رؤيا 1 : 17، 18 ؛ عبرانيين 2 : 14، 15). ML 296.2
إن الشيطان لا يستطيع أن يبقي الأموات تحت سلطانه وفي قبضته حين يأمرهم ابن الله أن يحيوا. ولا يستطيع أن يبقي تحت طائلة الموت الروحي نفسا واحدة قبلت قوة المسيح بإيمان . إن الله يقول لكل من الأموات بالخطية: “استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح” (أفسس 5 : 14). إن تلك الكلمة هي حياة أبدية . فكما أن كلمة الله التي أحيت الإنسان الأول لا تزال تمنح الحياة ، وكما أن كلمة المسيح القائلة لذلك الشاب: “أيها الشاب، لك أقول: قم!” منحت الحياة لذلك الشاب في نايين- فكذلك تلك الكلمة القائلة: “قم من الأموات” هي حياة لكل نفس تقبلها . إن الله قد “أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته” (كولوسى 1 : 13). كل هذا مقدم لنا في كلمته، فإذا قبلنا الكلمة فلنا النجاة والخلاص. ML 296.3
“إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم”، لأن “الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاُ. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب” (رومية 8 : 11 ؛ تسالونيكي 4 : 16 و 17). هذه هي كلمة العزاء التي يأمرنا الرب أن نعزي بها بعضنا بعضاً. ML 297.1