عند عودتهم من حملتهم التبشيرية “ اجتمع الرسل إلى يسوع وأخبروه بكي شيء، كل ما فعلوه وكل ما عملوا. فقال لهم: تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً. لأن القادمين والذاهبيت كانوا كثيرين، ولم تتيسّر لهم فرصة للأكل” (مرقس 6 : 30 و 31). ML 336.1
لقد أتى التلاميذ إلى يسوع وأخبروه بكل شيء. إن صلتهم الوثيقة به شجعتهم على أن يخبروه بكل اختباراتهم المشجعة وغير المشجعة ، وبفرحهم عندما كانوا يجدون نتائج حسنة ويجتنون ثمار جهودهم ، وحزنهم عندما كانوا يفشلون ، كما أخبروه بأخطائهم وضعفاتهم . لقد ارتكبوا أخطاء في بدء عملهم ككارزين . وإذ أخبروا المسيح باختباراتهم بكل صراحة رأى أنهم بحاجة إلى كثير من الإرشادات . وقد رأى أيضاً أنهم قد تعبوا في عملهم وأنهم بحاجة إلى الراحة. ML 336.2
ولكن المكان الذي كانوا فيه حينئذ لم يكن يصلح للخلوة التي كانوا ينشدونها. “ لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسّر لهم فرصة للأكل”. كان الشعب يجتمعون حول يسوع مشتاقين إلى الشفاء وإلى سماع أقواله . وقد أحس كثيرون منهم بجاذبية تجذبهم إليه لأنه قد بدا لهم كنبع لكل البركات . وكثيرون ممن اجتمعوا حول المسيح لينالوا شفاء لأجسادهم قبلوه مخلصا لهم ، وكثيرون آخرون لخوفهم من الاعتراف به بسبب الفريسيين اهتدوا إلى الله عند حلول الروح القدس ، واعترفوا به كابن الله أمام الكهنة والرؤساء الغاضبين الناقمين. ML 336.3