وعن طريق المسيح وصلت صرخات البشرية إلى الآب الكلي الرأفة. فكإنسان جعل يتوسل أمام عرش الله حتى سرى في جسم بشريته تيار سماوي ليوصل ويربط بين البشرية والألوهية ، وبواسطة الحديث المستمر مع الله أخذ منه حياة ليمنحها للعالم . فيجب أن يكون اختباره اختبارنا. ML 340.4
إنه يأمرنا قائلا: “تعالوا أنتم منفردين” فإذا انتبهنا إلى كلامه فسننال قوة أعظم ونصبح أكثر نفعا. لقد طلب التلاميذ يسوع وأخبروه بكل شيء ، فشجعهم وعلمهم . فإذا كنا اليوم نقضى وقتا فيه نذهب إلى يسوع ونخبره بحاجاتنا فلن يخيب رجاءنا بل سيكون عن يميننا ليعيننا. ML 340.5
إننا بحاجة إلى مزيد من البساطة والاتكال والثقة بمخلصنا ، هذا المخلص المدعو “ إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام” والمكتوب عنه “ وتكون الرياسة على كتفه” هو ذلك المشير العجيب الذي يدعونا لنطلب الحكمة منه لأنه “ يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر، فسيعطي له” (إشعياء 9 : 6 ؛ يعقوب 1 : 5). ML 341.1
إن كل من هم تحت تدريب الله تظهر فيهم حياة لا تنسجم مع العالم أو عاداته أو أعماله. وكل واحد بحاجة إلى أن يكون عنده اختبار شخصي بمعرفة إرادة الله . فعلى كل منا أن يسمع صوته يهمس في قلبه . وعندما يصمت كل صوت آخر ونمثل أمام الرب في خشوع وصمت فإن صمت النفس يجعل صوت الله أكثر وضوحا . إنه يقول لنا: “كفوا واعلموا أني أنا الله” (مزمور 46 : 10). هنا فقط يمكن الحصول على الراحة الحقيقية . وهذا هو الإعداد الفعال لكل من يخدمون الله . ففي وسط الجموع المسرعة في سيرها ، وفي وسط الإجهاد العظيم الواقع على قوى الإنسان فالنفس التي تحصل على مثل هذا الانتعاش ستكون محاطة بجو كله نور وسلام . وسيصعد من النفس عبير زكي منعش وتعلن قوة الله التي تصل إلى قلوب الناس . ML 341.2