إن معجزة الأرغفة تعلمنا درس الاعتماد على الله . عندما أشبع المسيح الخمسة الآلاف لم يكن الطعام في متناول اليد . وحسب الظاهر لم تكن هنالك أية وسيلة طوع أمره . لقد كان هو ومعه الخمسة الآلاف عدا النساء والأولاد في البرية . إنه لم يدع كل ذلك الجمع ليتبعه ، ولكنهم أتوا من تلقاء أنفسهم دون دعوة أو أوامر ، ولكنه كان يعلم أنهم بعدما استمعوا لتعاليمه طول تلك المدد كانوا يحسون بالجوع والإعياء ، لأنه كان مثلهم يحس بالجوع . وكانوا بعيدين عن بيوتهم وكان الليل مقبلا عليهم . وكثيرون منهم لم يكن لديهم ما يشترون به طعاما . إن ذاك الذي لأجلهم صام أربعين يوما في البرية لم يسمح بعودتهم إلى بيوتهم صائمين . فسمحت إرادة الله وعنايته أن يكون يسوع حيث كان ، واعتمد هو على أبيه السماوي ليدبر لهم ما يسد تلك الحاجة. ML 346.1
ونحن عندما نقع في أي مأزق علينا بالاعتماد على الله ، علينا أن نتصرف بحكمة وروية في كل عمل من أعمال الحياة لئلا بتصرفاتنا الطائشة نوقع أنفسنا في المحن والتجارب. علينا ألا نوقع أنفسنا في الصعوبات بإهمالنا للوسائط التي قد أعدها الله أو بإساءة استعمال القوى والمواهب المعطاة لنا . على خدام المسيح أن يطيعوا إرشاداته بكل دقة . إن العمل هو عمل الله فإذا أردنا أن نبارك الآخرين علينا باتباع كل تعليماته . علينا ألا نركز كل شيء في الذات ، فالذات لن تنال أية كرامة . وإذا كنا نرسم خططنا كما يخطر لنا فالرب يتركنا لنحصد ثمار أخطائنا . ولكن إذا كنا نقع في مأزق بعدما اتبعنا تعليمات الرب فإنه يخلصنا . علينا ألا نستسلم لليأس ، ولكن في كل مأزق أو طارئ لنطلب العون من ذاك الذي تحت يده موارد لا تنفد ولا تنضب . إننا في كثير من الأحيان نحاط بظروف مغيظة ومثيرة وقاسية ، فعلينا حينئذ أن نعتمد على الله بكل ثقة. إنه يحفظ كل نفس يكتنفها الارتباك بسبب اجتهادها في حفظ طريق الرب. ML 346.2