كان التلاميذ هم قنوات الاتصال بين المسيح والشعب. وهذا ينبغي أن يكون مشجعا عظيما لتلاميذه في هذه الأيام. إن المسيح هو مركز الدائرة العظيم ونبع كل قوة . وعلى تلاميذه أن يتناولوا كل احتياجاتهم منه . إن أعظم الناس ذكاء ونبوغا وروحانية يمكنهم أن يعطوا بقدر ما يأخذون فقط . إنهم من ذواتهم لا يستطيعون أن يسدوا حاجات النفس . ونحن يمكننا أن نوزع على الآخرين ما نأخذه فقط من المسيح . ونحن نأخذ بقدر ما نعطي للآخرين . وطالما نحن نوزع فإننا نأخذ . وكلما وزعنا أكثر أخذنا أكثر . وهكذا يمكننا باستمرار أن نؤمن ونثق ونأخذ ونعطي. ML 347.4
إن عمل بناء ملكوت المسيح سيتقدم إلى الأمام وإن تكن الظواهر كلها تدل على أنه يتحرك ببطء ، والمستحيلات تعيق تقدمه. إن العمل هو من الله فهو سيدبر الوسائل وسيرسل مساعدين من التلاميذ الأمناء الغيورين الذين ستمتلئ أيديهم بالخبز هم أيضاً ليقدموه للجموع الجائعة . والله ليس بغافل عن أولئك الذين يتعبون في محبة ليقدموا كلمة الحياة للنفوس الهالكة التي هي بدورها تمد أيديها في طلب الطعام لنفوس أخرى جائعة. ML 348.1
في خدمتنا لله خطر منشأه الاعتماد أكثر من اللازم على ما يستطيع الإنسان أن يفعله بكل قواه ومواهبه. وهكذا يغيب عن عقولنا السيد الذى هو العامل الأوحد . في غالب الأحيان لا يتحقق العامل لأجل المسيح من مسؤوليته الشخصية ، فيكون في خطر التحايل بالاعتماد على التنظيمات بدلا من الاعتماد على ذاك الذي هو نبع كل قوة . ففي عمل الله يكون الاعتماد على الحكمة البشرية أو كثرة العدد خطأ جسيما . إن العمل الناجح للمسيح لا يتوقف على كثرة العدد أو المواهب قدر ما يستند على خلوص النية واستقامة الغرض والبساطة الحقة في الإيمان المليء بالثقة . فينبغي تحمل المسئوليات الشخصية والقيام بالواجبات ، وبذل الجهود لمن لا يعرفون المسيح . فبدلا من إلقاء التبعة على إنسان آخر تظن أنه موهوب أكثر منك ، اعمل بقدر ما تستطيع. ML 348.2