هذا الكلام أغضب الفريسيين . لقد غضوا الطرف عن حقيقة أن الأمة كانت خاضعة مدة طويلة تحت نير دولة غريبة ، فصاحوا يقولون في حنق: “إننا ذرية إبراهيم، ولم نستعبد لأحد قط! كيف تقول أنت: إنكم تصيرون أحراراً؟” (يوحنا 8 : 33). فنظر يسوع إلى أولئك الرجال الذين كانوا عبيدا للحقد والذين كانوا يضمرون نية الانتقام وأجابهم بحزن: “الحق الحق أقول لكم” إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية” (يوحنا 8 : 34). لقد كانوا في أحط حالات العبودية- إذ كانوا تحت سيطرة روح الشر. ML 441.2
إن كل من يرفض تسليم نفسه لله هو تحت سلطان قوة أخرى ، فهو ليس ملكا لنفسه .قد يتحدث عن الحرية ولكنه في أقسى حالات الإذلال والعبودية فلا يسمح له برؤية جمال الحق لأن عقله خاضع لسلطان الشيطان . ففي حين أنه يخدع نفسه بأنه يتبع ما تمليه عليه بصيرته وحكمه فإنه في الواقع يطيع مشيئة سلطان الظلمة . ولكن يسوع قد أتى ليحطم أصفاد عبودية الخطية عن النفس . “فإن حرّركم الابن قبالحقيقة تكونون أحراراً” (يوحنا 8 : 36). “لأن ناموس الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت” (رومية 8 : 2). ML 441.3
في عمل الفداء ليس إرغام ، ولا تستخدم أية قوة خارجية . فتحت تأثير روح الله تترك للإنسان الحرية ليختار السيد الذي سيخدمه . وفي التغيير الذي يحدث عندما تسلم النفس إرادتها للمسيح هناك أسمى معاني الحرية . ثم إن طرد الخطية وطرحها بعيدا هو عمل النفس ذاتها . نعم إنه ليست فينا قوة بها نحرر أنفسنا من سلطان الشيطان ، ولكن الإنسان عندما يرغب في التحرر من الخطية ، وفي حاجتنا العظمى نصرخ في طلب قوة خارجة عنا وأسمى منا فإن قوى النفس تستمد القوة من الروح القدس فنطيع أوامر الإرادة لإتم ا م إرادة الله. ML 441.4
إن الشرط الوحيد الذي بموجبه تصير حرية الإنسان في حيز الإمكان هو كونه يصير واحدا مع المسيح . “الحق يحرّركم”، والمسيح هو الحق. إن الخطية يمكنها أن تنتصر فقط بإضعاف العقل وملاشاة حرية النفس . ولكن الخضوع لله هو إرجاع الإنسان لنفسه - لمجد الإنسان وكرامته الحقيقيين . إننا نُحاكم “بناموس الحرية” ولهذا الناموس يجب أن نخضع، لأنه يتضمن الشريعة الإلهية (يعقوب 2 : 12). ML 442.1