“من منكم يبكتني على خطية؟ فإن كنت أقول الحق، فلماذا لستم تؤمنون بي؟” (يوحنا 8 : 46). إن أعداء المسيح ظلوا يتعقبونه يوما فيوما مدة ثلاث سنين ليلا ونهارا محاولين أن يجدوا لطخة واحدة في حياته . وحاول الشيطان وكل حلفاء الشر طويلا أن ينتصروا عليه ولكنهم لم يجدوا شيئا في حياته يمكنهم الاستفادة منه . بل حتى الشياطين نفسها كانت مضطرة لأن تعترف قائلة: “أنت: قدوس الله!” (مرقس 1 : 24). لقد عاش يسوع بموجب والناس والشياطين تكلم كلاما لم يراجعه فيه أحد ، كلاما لو تكلم به أي إنسان آخر كان يعتبر مجدفا إذ قال: “أني في كل حين أفعل ما يرضيه” (يوحنا 8 : 29). ML 443.2
إن حقيقة كون اليهود لم يقبلوا يسوع مع أنهم لم يستطيعوا أن يجدوا فيه علة واحدة أو خطية واحدة برهنت على أنهم هم أنفسهم لم تكن لهما أية صلة بالله . لم يستطيعوا أن يميزوا صوته في رسالة ابنه ، فكانوا يظنون أنهم يحكمون على المسيح ولكنهم برفضهم إياه حكموا على أنفسهم “الذي من الله يسمع كلام الله. لذلك أنتم لستم تسمعون، لأنكم لستم من الله” (يوحنا 8 : 47). ML 443.3
إن هذا الدرس ينطبق على كل العصور . كثيرا ما يحدث أن إنسانا ممن يسرون ML 443.4
بالمماحكة والانتقاد يطلب ما يساعده على التساؤل والشك في كلمة الله . مثل هذا الرجل يظن أنه بهذا يقدم البرهان على استقلاله بالتفكير وعلى حدة ذكائه العقلي ، ويظن أنه يصدر حكمه على الكتاب المقدس . والحقيقة هي أنه إنما يحكم على نفسه . وهو بهذا يبرهن على عدم أهليته لتقدير الحقائق التي تصدرها السماء وتتناول الأبدية . إن نفسه لا تخشع أمام بر الله وجلاله العظيم . وهو يشغل نفسه في جمع الحصي والهشيم ، وبهذا يكشف عن طبيعته الأرضية الضيقة وقلبه يفقد مقدرته بسرعة على إدراك أمور الله . أما الذي استجاب قلبه للمسة الله فسيطلب ما يزيد معرفته لله وما يمحص الخلق ويسمو به .فكما أن الزهرة تتجه نحو الشمس حتى تلمس أشعتها (تلك الزهرة) بألوان الجمال كذلك تتجه النفس إلى شمس البر حتى تجمل أنوار السماء الخلق بجمال صفات المسيح. ML 444.1