قال لهم: “إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارق ولص. وأما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف” (يوحنا 10 : 1 و 2). ولكن الفريسيين لم يفهموا أنه قد تكلم بهذا ضدهم . وعندما كانوا يتفكرون في قلوبهم معنى هذا الكلام أخبرهم يسوع بكل وضوح قائلا: “أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يوحنا 10 : 9 و 10). المسيح هو الباب إلى حظيرة الله . ومن هذا الباب دخل أولاده منذ أقدم العصور . ففي شخص يسوع كما هو ظاهر في الصور ومخفي في الرموز ومعلن في نبوات الأنبياء ، وواضح في التعاليم التي قدمها لتلاميذه والمعجزات التي أجراها لخير بني الإنسان- في كل هذا رأوا فيه “حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1 : 29). وبواسطته يؤتى بهم إلى حظيرة نعمته . إن كثيرين قدموا مواضيع وأغراضا أخرى لإيمان العالم ، وابتكرت طقوس ونظم يؤمل الناس أن يحصلوا بواسطتها على التبرير والسلام مع الله وهكذا يجدون الباب للدخول إلى حظيرته . لكن المسيح هو الباب الوحيد ، وكل من أتوا بشيء ليحتل مكان المسيح ، وكل من حاولوا دخول الحظيرة بطريقة أخرى هم سراق ولصوص. ML 453.1
لم يدخل الفريسيون من الباب بل طلعوا إلى الحظيرة من موضع آخر غير المسيح ، ولم يتمموا عمل الراعي الحقيقى. فالكهنة والرؤساء والكتبة والفريسيون خربوا المراعي الحية وأفسدوا آبار الماء الحي . إن كلمات الوحي الإلهي تصف هؤلاء الرعاة الزائفين وصفا دقيقا: “المريض لم تقووه، والمجروح لم تعصبوه، والمكسور لم تجبروه، والمطرود لم ستردوه، والضال لم تطلبوه، بل بشدة وبعنف تسلطتك عليهم” (حزقيال 34 : 4). ML 453.2