إن زكا قبلما شخص في وجه المسيح كان قد بدأ بالعمل الذي جعله يبرهن على صدق توبته . وقبلما اتهمه الناس اعترف بخطيته . وقد خضع لتبكيت الروح القدس وابتدأ بتنفيذ تعاليم الكتاب المعطاة لشعب الله قديما كما لنا نحن أيضاً . فلقد قال الرب منذ عهد بعيد: “إذا افتقر أخوك وقصرت يده عنك، فاعضده غريبا أو مستوطناً فيعيش معك لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة، بل اخش إلهك، فيعيش أخوك معك. فضّتك لا تعطيك بالربا، وطعامك لا تعط بالمرابحة”، “فلا يغبن أحدكم صاحبه، بل اخش إلهك” (لاويين 25 : 35 — 37 و 17). هذه الأقوال نطق بها المسيح نفسه عندما كان محتجبا في عمود السحاب . وقد ظهرت استجابة زكا الأولى لمحبة المسبح في إظهار الإشفاق والرفق نحو المساكين والمتألمين. ML 520.1
كانت بين العشارين محالفة يستطيعون بموجبها أن يظلموا الشعب وأن يساندوا بعضهم بعضا في أعمال التدليس . وفي أعمال الاغتصاب التي كانوا يرتكبونها إنما كانوا ينفذون أمرا كاد يكون ممارسا في كل الأقطار . ولكن حتى الكهنة والمعلمون الذين كانوا يحتقرون العشارين كانوا هم أنفسهم مجرمين في ابتزاز الأموال لإثراء أنفسهم بطرق ملتوية تحت ستار الخدمة المقدسة . ولكن ما أن خضع زكا لتأثير الروح القدس حتى طرح بعيدا عنه كل الأعمال التي تتنافى مع النزاهة. ML 520.2
إن التوبة التي لا ينشأ عنها إصلاح في التصرف لا يمكن أن تكون توبة حقيقية ، إذ أن بر المسيح ليس رداء يخفي تحته الخطية التي لم يعترف بها الإنسان ولا تركها ، بل هو مبدأ الحياة الذي يغير الأخلاق ويضبط السلوك والتصرف. إن القداسة هي الكمال أمام الله ، وهي تسليم القلب والحياة بالتمام لسكنى مبادئ السماء فيهما. ML 520.3