كان حفظ عيد الفصح قد بدأ منذ ولدت الأمة العبرانية. ففي آخر ليالي عبوديتهم في مصر حين لم تكن تبدو أية بارقة أمل في الخلاص ، أمرهم الله بالتأهب للحرية الناجزة لقد أنذر فرعون بالضربة الأخيرة التي ستقع على المصريين وكان الرب قد أوصى العبرانيين بأن يجمعوا عائلاتهم إلى داخل بيوتهم . وبعدما يرشون دم الخروف المذبوح على العتبة العليا والقاتمتين في بيوتهم كان عليهم أن يأكلوا الفصح مشويا مع فطير وعلى أعشاب مرة . ثم قال لهم: “وَهكَذَا تَأْكُلونَه: أَحقَاؤُكُم مشْدودَةٌ ، وَأَحذيتُكُم في أَرْجلكُم ، وَعصيكُم في أَيديكُم . وَتَأْكُلونَه بِعجلَة . هو فصح لِلربِّ” (خروج 2 : 11). وفي نصف الليل ضرب كل بكر في أرض مصر . فأرسل فرعون رسالة إلى إسرائيل تقول: “قُوموا اخْرجوا من بينِ شَعبِي أَنْتُما وَبنُو إِسرائِيلَ جميعا ، وَاذْهبوا اعبدوا الربَّ كَما تَكَلَّمتُم” (خروج 12 : 31). فخرج العبرانيون من مصر أمة مستقلة . وكان الرب قد أمرهم بأن يحفظوا الفصح سنة فسنة . قال: “وَيكُونُ حين يقُولُ لَكُم أَوْلاَدُكُم: ما هذهِ الْخدمةُ لَكُم؟ أَنَّكُم تَقُوُلونَ: هي ذَبِيحةُ فصحٍ لِلربِّ الَّذي عبر عن بيوتِ بني إِسرائِيلَ في مصر لَما ضربَ الْمصرِيين وَخَلَّص بيوتَنَا” (خروج 12 : 26 و 27). وهكذا كانت قصة هذا الخلاص العجيب تتلى على مسامع الأولاد جيلا بعد جيل. ML 63.1
وبعد الفصح كانت تجيء سبعة أيام الفطير. وفي ثاني أيام العيد كانت تقدم باكورة الغلات للرب أي حزمة شعير . وكانت كل احتفالات العيد رمزا لعمل المسيح . فقد كان خلاص إسرائيل من مصر درسا عمليا عن الفداء الذي كان القصد من الفصح بقاءه ماثلا في الأذهان ، كما كان الحمل المذبوح والفطير وحزمة الباكورة تمثل المخلص. ML 63.2
إلاّ أن غالبية الناس في أيام المسيح قد انحطت ممارستهم لهذا العيد فصاروا يحافظون على رسومه الخارجية وحسب ، ولكن ما كان أعظم معناه في نظر ابن الله! ML 63.3