كان سمعان الذي من بيت عنيا محسوبا أحد تلاميذ يسوع ، وأحد الفريسيين القليلين الذين انضموا جهارا إلى تلاميذ المسيح. لقد اعترف بيسوع كمعلم وكان يرجو أن يكون هو مسيا ولكنه لم يقبله كمخلص . لم يحدث تغيير في أخلاقه أو في مبادئه. ML 522.1
كان سمعان قد شفي من البرص وكان هذا هو السبب في اجتذابه إلى يسوع. كان يرغب في أن يبرهن على شكره . فعندما زار المسيح بيت عنيا آخر مرة صنع سمعان عشاء للمخلص ولتلاميذه . وقد دعي إلى هذا العشاء كثيرون من اليهود . وكان يوجد في ذلك الحين كثير من الاهتياج في أورشليم . ذلك أن المسيح ورسالته استرعيا التفات الناس أكثر من كل ما قد حدث من قبل . كان بعض المدعوين إلى هذه الوليمة يراقبون حركات السيد عن كثب ، وكان بعضهم ينظرون إليه نظرات العدوان. ML 522.2
كان المخلص قد وصل إلى بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام فقط ، وكما كانت عادته جاء ينشد الراحة والاستجمام في بيت لعازر ، فأذاع جموع الناس الذاهبين إلى المدينة أنباء تفيد أن يسوع هو في طريقه إلى أورشليم وبأنه سيستريح في بيت عنيا في يوم السبت. وقد سادت الحماسة على جماهير الشعب فتقاطر كثيرون منهم إلى بيت عنيا ، بعضهم حبا ليسوع أما الباقون فجاءوا مدفوعين بدافع الفضول ليروا ذاك الذي قد أقيم من بين الأموات. ML 522.3
كان كثيرون يتوقعون أن يسمعوا بيانا مدهشا عن المشاهد التي قد رآها بعد موته ، إ لا أنهم اندهشوا لكونه لم يقل لهم شيئا ، إذ لم يكن لديه شيء من ذلك ليخبرهم به . إن كتاب الله الموحى به يعلن قائلا: “لأن الأحياء يعلمون أنهم سيموتون، أما الموتى فلا يعلمون شيئاً .. محبّتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت” (جامعة 9 : 5، 6). ولكن لعازر كانت توجد في فمه شهادته عجيبة ليشهد بها عن عمل المسيح ، حيث أقم من الأموات لأجل هذه الغاية . فبكل يقين وقوة أعلن أن يسوع هو ابن الله. ML 522.4