كثيرون يحسون أنه يكون امتيازا عظيما لهم لو أتيحت لهم الفرصة لزيارة الأماكن التي تردد إليها المسيح حين كان على الأرض ، والسير في الطرق التي قد وطئتها قدماه ، وأن يتطلعوا إلي البحيرة التي أحب السيد أن يعلم الجموع بالقرب منها ، والتلال والأودية التي كان يرنو ببصره إليها . ولكن لا حاجة بنا للذهاب إلي الناصرة وكفرناحوم وبيت عنيا لنسير في إثر خطوات يسوع . فإننا نرى أثر خطواته أمام سرير رجل مريض وفي أكواخ الفقراء وفي الأزقة المزدحمة في مدينة عظيمة وفي كل مكان توجد فيه قلوب بشرية بحاجة إلي العزاء . فإذ نتصرف كما كان يسوع يتصرف وهو على الأرض نكون سائرين في إثر خطواته . ML 608.3
قال يسوع: “لأن الفقراء معكم في كل حين” (يوحنا 12 : 8). إذا فبإمكان الجميع أن يجدوا شيئا يعملونه من أجلهم ، ولا حاجة لأي واحد أن يشعر بأن لا مجال له ليخدم المسيح أو يتعب في سبيله . هناك ملايين وملايين من النفوس البشرية الموشكة على الهلاك وهي مقيدة بسلاسل الجهل والخطية ، ولم تسمع قط عن محبة المسيح لها . فلو تبدلت حالنا فصارت كحالهم فما الذي كنا نشتهي أن يفعلوه لأجلنا ؟ إننا ملزمون بأن نفعل لهم كل هذا طالما نحن قادرون على عمله لأجلهم . إن قانون المسيح للحياة الذي بموجبه سيثبت كل منا أو يسقط في يوم الدينونة هو هذا: “كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم” (متى 7 : 12). ML 608.4
لقد بذل المخلص حياته الغالية ليقيم كنيسة قادرة أن تعنى بالنفوس الحزينة المجربة .وقد تكون هنالك جماعة من المؤمنين الفقراء غير المتعلمين وغير المعروفين ، ومع ذلك ففي المسيح يمكنهم القيام بعمل في البيت وفي البيئة وفي الكنيسة وحتى في الأقاليم البعيدة، وسيكون تأثرهم بعيد المدى كالأبدية. ML 609.1