وحين يفهم الدرس المقصود بالخدمة التمهيدية تضطرم الرغبة في طلب حياة روحية أسمى . فالشاهد الإلهي سيستجيب لهذه الرغبة ، والنفس تسمو ، ونحن يمكننا الاشتراك في المائدة المقدسة ونحن شاعرون بأن خطايانا قد غفرت . وسيملأ المسيح شمس البر مقاصير هيكل العقل والنفس بنوره ، فنقول مع يوحنا: “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!” (يوحنا 1 : 29). ML 619.2
إن الذين يقبلون روح هذه الخدمة لن تصير هذه الخدمة مجرد طقس عديم القوة بالنسبة إليهم . ولكن الدرس الدائم الذي يتعلمونه هو هذا: “بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً” (غلاطية 5 : 13). إن المسيح إذ غسل أرجل تلاميذه قدم البرهان على أنه يمكنه القيام بأية خدمة مهما كانت وضيعة ما دامت تجعلهم وارثين معه لكنوز السماء الأبدية . وإن تلاميذ المسيح وهم يمارسون نفس هذه الفريضة تعهدوا بخدمة إخوتهم كذلك . وكلما مورست هذه الفريضة بالكيفية الصائبة فإن أولاد الله يندمجون في شركة مقدسة لجلب المعونة والبركة لبعضهم البعض . ويأخذون على أنفسهم العهد أن يقضوا حياتهم في خدمة مجردة ، ولا يكتفون بخدمة بعضهم بعضا ، ولكن حقل خدمتهم سيكون واسعا جدا كما كان حقل خدمة سيدهم . إن العالم مشحون بمن يحتاجون إلي خدمتنا . فالفقراء والعاجزون والجهلاء موجودون في كل بقاع الأرض . وأولئك الذين اشتركوا في المائدة مع المسيح في العلية سيخرجون للخدمة كما قد خرج هو. ML 619.3
إن يسوع المخدوم من الجميع أتى ليكون خادما للجميع . ولكونه قد خدم الجميع فسيخدمه الجميع ثانية ويكرمونه . والذين يريدون أن يشاركوه في صفاته الإلهية وفي فرح رؤية الخطاة يفتدون عليهم أن يتمثلوا به في الخدمة المضحية. ML 620.1
كل هذا اشتملت عليه أقوال المسيح عندما قال: “لأني أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً”. كانت هذه هي غاية الخدمة التي أداها . وهو يقول: “إن علمتم هذا” وعرفتم الغرض من تعاليمه “فطوباكم إن عملتموه”. ML 620.2