كانت فريضة الفصح قد رسمت كتذكار لخلاص العبرانيين من عبودية مصر . وقد أوصى الله شعبه أنه عندما يسألهم أولادهم من سنة لأخرى عن معنى هذه الفريضة أن يسردوا على مسامعهم تاريخ نجاتهم . وبهذه الكيفية تظل هذه الذكرى ، ذكرى ذلك الخلاص العجيب جديدة وماثلة في أذهان الجميع . أما فريضة عشاء الرب فقد أعطيت تذكارا للخلاص العظيم الذي تم بموت المسيح . فينبغي حفظ هذه الفريضة إلي يوم مجيئه الثاني بقوة ومجد عظيم . هذه هي الوسيلة التي بها يظل هذا العمل العظيم ماثلا في أذهاننا. ML 621.2
إن بني إسرائيل عند نجاتهم من عبودية مصر أكلوا الفصح وهم واقفون على أقدامهم وأحقاؤهم مشدودة وعصيهم في أيديهم وهم مستعدون للرحيل . كانت طريقة احتفائهم بهذه الفريضة متوافقة مع حالتهم لأنهم كانوا بعد قليل سيطردون من أرض مصر ، وكانوا على وشك البدء في رحلة مؤلمة وشاقة في البرية . أما في أيام المسيح فكانت الأحوال قد تبدلت فما عادوا الآن يخشون الطرد من أرض غريبة إذ كانوا ساكنين في أرضهم . فوفقا للراحة التي أعطيت لهم كان الشعب يأكلون الفصح وهم متكئون ، فكانت المتكئات توضع حول المائدة ، وكان الضيوف يتكئون عليها على اليد اليسرى ليستطيعوا تناول العشاء باليد اليمنى الطليقة . وفي هذا الوضع كان الضيف يستطيع أن يريح رأسه على صدر من يتكئ بجواره . وإذ كانت الأرجل على حافة المتكأ الخارجية كان يمكن لمن يمر حول الدائرة الخارجية أن يغسلها. ML 621.3
كان المسيح لا يزال جالسا إلي المائدة التي كان قد قدم عليها عشاء الفصح . وكانت أمامه أقراص الفطير التي كانت تؤكل في عيد الفصح، كما كانت على المائدة أيضا خمر الفصح غير المختمرة . والمسيح يستخدم هذين الرمزين لتمثيل ذبيحته التي بلا عيب . فلا شيء مما أفسده الاختمار الذي هو رمز الخطية والموت كان يمكن أن يمثل الحمل الذي “بلا عيب ولا دنس” (1 بطرس 1 : 19). ML 622.1
“وفيما هم يأكبون أخذ يسوع الخبز، وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال: “خذوا كلوا. هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم: إني من اللآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي” (متى 26 : 26 — 28). ML 622.2