إن المسيح إذ اشترك مع تلاميذه في التناول من الخبز والخمر أخذ على نفسه العهد بأن يكون فاديا لهم . وقد سلمهم العهد الجديد الذي بموجبه كل من يقبلونه يص ي رون أولادا لله ووارثين مع المسيح . وبموجب هذا العهد تمنح لهم كل بركة يمكن أن تمنحها السماء في هذه الحياة والحياة العتيدة . كان ينبغي أن تختم وثيقة هذا العهد بدم المسيح . وكان ينبغي أن فريضة العشاء المقدسة تذكر التلاميذ بالذبيحة العظيمة المقدمة لأجل كل فرد منهم شخصيا كواحد من بني الإنسان الساقطين. ولكن لم يكن المقصود من خدمة الشركة هذه أن تكون فرصة للحزن ، ولم يكن هذا هو المقصود بها . فإذ يجتمع تلاميذ الرب حول مائدته ينبغي ألا يذكروا تقصيراتهم بالحسرة والندم . وليس لهم أن يطيلوا التفكر في اختبارهم الديني السابق سواء أكان مشرفا أو محزنا ، وألا يتذكروا الفروق بينهم وبين إخوتهم . فالخدمة التمهيدية قد تناولت كل هذا . فامتحان النفس والاعتراف بالخطية والتوفيق بين الفروق قد تم كله . أما الآن فسيلتقون بالمسيح . وليس لهم أن يقفوا في ظلال الصليب بل في نوره المخلص ، وعليهم أن يفتحوا النفس لتدخل أشعة شمس البر . فبقلوب مطهرة بدم المسيح الزكي وهم يحسون إحساسا كاملا بحضوره وإن لم يروه بعيونهم الجسدية عليهم أن يسمعوا قوله: “سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا” (يوحنا 14 : 27). ML 626.3
يقول سيدنا: وأنتم متبكتون على الخطية اذكروا أنني قد مت لأجلكم. وحين تظلمون وتضطهدون وتتضايقون لأجلي ولأجل الإنجيل اذكروا محبتي التي كانت عظيمة بحيث أنني بذلت حياتي لأجلكم . وحين تبدو واجباتكم شاقة وقاسية وحين يتراءى لكم أن أعباءكم أثقل من أن تحتملوها فاذكروا أنني لأجلكم قد احتملت الصليب مستهينا بالخزي . وحين يرتجف قلبكم من هول المحنة القاسية اذكروا أن فاديكم حي ليشفع فيكم. ML 627.1