كانت حياة المسيح تمتاز بإكرامه ومحبته لأمه. لقد كانت مريم مقتنعة في قرارة نفسها أن الطفل المقدس المولود منها هو مسيا الموعود به منذ أيام القدم ، ومع ذلك فلم تكن تجرؤ على الجهر بإيمانها ، إلاّ أنها مدى حياة المسيح على الأرض كانت تشاطره آلامه . وبكل حزن رأت التجارب التي تعرض لها في صباه وشبابه . وبتزكيتها لتصرفاته التي كانت مقتنعة بصوابيتها أوقفت نفسها بمركز حرج . لقد كانت تعتبر المعاشرات في البيت ورقابتها الدقيقة على أولادها أمرا حيويا هاما في تكوين الأخلاق . ولقد عرف هذا أبناء يوسف وبناته ، وإكراما لهذه الرغبة راحوا يحاولون تصحيح أعمال يسوع بموجب مقياسهم هم. ML 75.3
كثيرا ما كانت مريم تعاتب يسوع وتناشده أن يمتثل لأوامر المعلمين. ولكن لم يكن يمكن إقناعه بترك عاداته الجميلة ومنها التأمل في أعمال الله والاجتهاد في تخفيف آلام الناس حتى الحيوانات البكم . وعندما استعان الكهنة والمعلمون بمريم لتساعدهم في السيطرة على يسوع أحست بانزعاج عظيم ، ولكن السلام عاد إلى قلبها عندما أورد لها يسوع الحقائق الكتابية المؤيدة لتصرفاته. ML 76.1
وفي بعض الأحيان كانت مريم تتأرجح بين يسوع وإخوته الذين لم يكونوا بعد يؤمنون بأنه مرسل من قبل الله. ولكن كانت توجد أدلة كثيرة على أنه شخص إلهي . لقد رأته يضحي بنفسه في سبيل الآخرين ، كما أحدث وجوده في البيت جوا مقدسا ، وكانت حياته كخميرة تكمل عملها في المجتمع . وإذ كان مسالما ولا دنس فيه كان يسير في وسط الناس الطائشين الوقحين الشكسين ، بين الظالمين والعشارين والضالين المستهترين والسامريين الأثمة والجنود الوثنيين والفلاحين الأجلاف والجمع المختلط . كان ينطق بكلمة عطف هنا وأخرى هناك عندما كان يشاهد الناس المعيين الذين كانوا مضطرين لحمل الأعباء الثقيلة، فكان يشاطرهم أثقالهم ويردد على مسامعهم التعاليم التي قد تلقنها من الطبيعة عن محبة الله ورأفته وصلاحه. ML 76.2