لقد قام سابق المسيح ورائده من وسط تلك الجماعة الأمينة في إسرائيل التي ظلت تنتظر مجيء مسيا أمدا طويلا. كان زكريا الكاهن الشيخ وامرأته أليصابات “كلاهما بارَّينِ أَمامَ اللهِ” (لوقا 1 : 16). وفي حياتهما الهادئة المقدسة كان يشرق نور الرجاء كنجم لامع بدد ظلمة تلك الأيام الشريرة . وقد أعطي لهذين الزوجين الصالحين الوعد بأنهما سينجبان ابنا يتقدم أمام وجه الرب ليعد طرقه. ML 78.1
كان زكريا يعيش في إقليم اليهودية الجبلي ، ولكنه كان قد صعد إلى أورشليم ليخدم مدة أسبوع في الهيكل ، خدمة كان يطلب من كل الكهنة أن يقوموا بها مرتين في كل عام كل في نوبة فرقته ، “فَبيَنما هو ي كهن في نَوبة فرَقته أَمامَ اللهِ ، حسب عادَةِ اْلكهنُوتِ ، أَصابْته اْلقُرعةُ أَنْ يدخُلَ إِلى هيكلِ الربِّ وَيبخِّر” (لوقا 1 : 8، 9). ML 78.2
كان واقفا أمام مذبح الذهب في المسكن ، وكانت سحابة البخور تصعد أمام الله مصحوبة بصلوات إسرائيل. وفجأة أحس بوجود كائن سماوي . فقد كان ملاك الله “وَاقفًا عن يمينِ مذبحِ اْلبخُورِ” (لوقا 1 : 11) ، وكان موقف الملاك دليلا على الرضى الإلهي، ألا أن زكريا لم يلاحظ ذلك . لقد ظل سنين طويلة يصلي طالبا مجيء الفادي ، وها هي السماء ترسل الآن رسولها ليعلن له أن تلك الصلوات ستستجاب في وقت قريب . ولكن تراءى له أن رحمة الله عظيمة جدا بحيث لا يستحقها إنسان مثله ، وقد امتلأ خوفا واستذنابا لنفسه. ML 78.3