ولكن في الصورة ناحية أشد إشراقا ، وهي قوله: “ من غفرتم خطاياه تغفر له” . ينبغي أن تعطى الأولية لهذا الفكر . وفي جهدنا الذي نبذله مع المخطئين لتتجه كل عين إلى المسيح . على الرعاة أن يقدموا كل رعاية رقيقة لقطيع الرب وعليهم أن يتحدثوا مع المخطئين عن رحمة المخلص الغافرة وليشجعوا الخاطئ على التوبة والإيمان بذاك الذي يستطيع أن يغفر . ليعلنوا هذا القول بسلطان كلمة الله: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم” (1 يوحنا 1 : 9). إن كل من يتوبون لهم هذا الضمان: “يعود يرحمنا، يدوس آثامنا، وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم” (ميخا 7 : 19). ML 761.1
لتقبل الكنيسة توبة الخاطئ بقلوب شاكرة. لينقل التائب من ظلمة عدم الإيمان إلى الإيمان والبر . لتوضع يده المرتجفة في يد يسوع المحب . إن مثل هذا الغفران تصادق عليه السماء. ML 761.2
بهذا المعنى وحده للكنيسة الحق في أن تغفر للخاطئ. فغفران الخطايا ينال بواسطة استحقاقات المسيح وحدها . إنه لم يعط السلطان لإنسان أو لجماعة من الناس ليحرروا النفس من الإثم . لقد أوصى المسيح تلاميذه أن يكرزوا بغفران الخطايا باسمه بين كل الأمم ، ولكنهم هم أنفسهم لم يكونوا مزودين بسلطان لمحو لطخة واحدة من لطخات الخطية، إذ جاء أنه: “ ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص” (أعمال 4: 12). ML 761.3