كان يسوع قد رتب أن يجتمع بتلاميذه في الجليل. فحالما انقضى أسبوع الفصح انطلق التلاميذ إلى هناك . إن غيابهم عن أورشليم في أثناء العيد كان يفسر على أنه نفور وسخط وهرطقة . لذلك ظلوا هناك حتى انتهى العيد . ولكن حالما انقضت تلك الأيام عادوا إلى وطنهم فرحين لمقابلة المخلص كما أوصاهم. ML 764.1
كان سبعة من التلاميذ مع بعضهم. وكانوا لابسين ثياب الصيادين الوضيعة .ولكن مع كونهم فقراء في الماديات فقد كانوا أغنياء في معرفة الحق وممارسته ، مما جعلهم في اعتبار السماء معلمين في أسمى مرتبة . إنهم لم يتتلمذوا في مدارس الأنبياء ، ولكنهم لمدى ثلاث سنين كانوا تلاميذ لأعظم معلم عرفه العالم . وقد رفعتهم تعاليمه فصاروا عاملين أذكياء ومهذبين أمكن أن يهتدي الناس بواسطتهم لمعرفة الحق. ML 764.2
إن المسيح كان قد قضى جانبا كبيرا من وقته بجانب بحر الجليل. فإذ اجتمع التلاميذ في موضع حيث لم يكن ينتظر أن يزعجهم أحد وجدوا أنفسهم محاطين بأشياء ذكرتهم بيسوع ومعجزاته . ففي عرض هذا البحر عندما امتلأت قلوبهم رعبا وكانت العاصفة الهوجاء تسرع بهم إلى الهلاك سار المسيح فوق الأمواج وأتى لنجدتهم ، وقد هدأ هذا البحر نفسه أمام سلطان كلمته . وعلى مدى البصر كان يرى الشاطئ حيث أشبع أكثر من عشرة آلاف نفس من قليل من الخبز وصغار السمك . وعلى مسافة ليست بعيدة كانت كفرناحوم التي كانت مسرحا لكثير من معجزاته . فعندما نظر التلاميذ إلى ذلك المشهد عادت إلى عقولهم أقوال المخلص وذكريات أعماله. ML 764.3