إن المسيح إذ كان قريبا جدا من عرشه السماوي أوصى تلاميذه قائلا: “دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض”، “وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (متى 28 : 18 ؛ مرقس 16 : 15). وقد ردد هذه الأقوال مرارا عديدة حتى يدرك التلاميذ معناها . كان ينبغي أن يضيء نور السماء في شدة لمعانه وصفائه على كل ساكني الأرض ، العالي منهم والدون ، والأغنياء والفقراء . كان على التلاميذ أن يكونوا عاملين مع فاديهم في عملية تخليص العالم. ML 772.1
كانت هذه المأمورية قد أسندت إلى الاثني عشر عندما اجتمع المسيح بهم في العلية ، ولكن كان ينبغي إسنادها الآن إلى عدد أكبر . فعندما اجتمعوا معا على أحد جبال الجليل كان هناك جميع المؤمنين الذين أمكن دعوتهم إلى ذلك الاجتماع . كان المسيح نفسه قبل موته قد سبق فحدد زمان هذا الاجتماع ومكانه . وقد ذكر الملاك الذي كان عند القبر التلاميذ بوعد السيد لهم أن يلتقي بهم في الجليل . وتكرر هذا الوعد للمؤمنين المجتمعين في أورشليم في أسبوع عيد الفصح ، وعن طريق هؤلاء وصل إلى كثيرين من الموجودين الذين كانوا ينوحون بسبب موت سيدهم . وكان الجميع ينتظرون هذا اللقاء باهتمام شديد .وقد ذهبوا إلى مكان الاجتماع في طرق دائرية وافدين من اتجاهات مختلفة حتى لا يثيروا شكوك اليهود الحسودين . وقد أتوا بقلوب مندهشة وهم يتحدثون بكل اهتمام وغيرة عن الخبر الذي قد سمعوه عن المسيح. ML 772.2