وعندما رجع التلاميذ إلى أورشليم نظر الناس إليهم بدهشة وذهول. فبعد محاكمة المسيح وصلبه كان يظن أنه سيبدو عليهم الغم والانكسار والخجل . وكان أعداؤهم يظنون أنه سيبدو على وجوههم الحزن وعار الهزيمة ، ولكن بدلا من ذلك كان يرى على وجوههم الفرح والنصرة . كانت تتألق على وجوههم أنوار سعادة ليست من هذه الأرض . إنهم لم ينوحوا حزنا على آمالهم وانتظاراتهم التى خابت ، ولكن قلوبهم كانت مفعمة حمدا وشكرا لله . وبفرح عظيم أخبروا الناس بذلك الحادث العجيب ، حادث قيامة المسيح وصعوده إلى السماء وقد قبل كثيرون شهادتهم. ML 787.1
لم يعد التلاميذ يرتابون بالمستقبل. لقد عرفوا أن يسوع في السماء ، وأن عواطفه لا تزال معهم . وقد أيقنوا أن لهم صديقا أمام عرش الله فاشتاقوا إلى أن يقدموا طلباتهم إلى الآب باسم يسوع . ففي رهبة مقدسة جثوا للصلاة وهم يكررون هذا الوعد الأكيد عندما قال لهم المسيح أن: “كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. أطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً” (يوحنا 16 : 23 و 24). لقد مدوا يد الإيمان إلى أعلى فأعلى وفي أفواههم هذه الحجة القوية: “المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا” (رومية 8 : 34). وقد أتاهم يوم الخمسين بملء الفرح في محضر المعزي ، كما قد وعدهم المسيح. ML 787.2