أفتح لشبيبتنا كتاب الوحي، و أجذب التفاهم إلى كنوزه الدفينة، وأعلمهم أن يبحثوا عما يحتويه من لآلئ الحق، فسيؤتيهم ذلك من قوة الإدراك ما تقصر كل دراسة فلسفية عن تحقيقه لهم. إن المواضيع الجليلة التي يعالجها الكتاب المقدس، و ما يتسم به منطوقه الموحى به من بساطة جميلة، و ما يقدمه للعقل من بحوث قيمة، و ما ينبعث من عرش الله من نور ساطع صاف منير للافهام — كل ذلك ينمي قوى العقل إلى حد يكاد لا يدرك، ولن يمكن إيضاحه تماماً. SM 265.1
إن في الكتاب المقدس منفسحاً رحباً للمخيلة لا حد له، يسمو، في طابعه، على ما تبتدعه المخيلة الدنسة من استنباطات، سمو السماء على الأرض. إن تاريخ جنسنا الموحى به هو في متناول كل فرد، فبإمكانهم الآن أن يبدأوا بحثهم و تنقيبهم، و أن يتعرفوا بأبوينا الأولين حين كانا في براءة مقدسة في جنة عدن، ينعمان بالاتصال بالله و صحبة الملائكة الأطهار، و في استطاعتهم أن يتتبعوا دخول الخطية و أثرها في الجنس البشري، و يسيروا عبر هذا التاريخ المقدس خطوة خطوة حيث يسجل عصيان الإنسان و عدم توبته و قصاص الخطية العادل. SM 265.2