لقد شبه المسيح أتباعه بملح الأرض و نور العالم. لو جرّد العالم مما للمسيحيين فيه من تأثير مخلص لهلك في شره و فساده. أنظر إلى جماعة المدعوين مسيحيين من ذوي الإهمال في لبسهم و شخصيتهم، المتراخين في أشغالهم و معاملاتهم، كما يدل على ذلك لبسهم، الأفظاظ السمجين الغايظي الطباع و المنحطي الأحاديث، الذين، في الوقت نفسه، يعتبرون هذه الصفات الحقيرة من دلائل التواضع الصادق و الحياة المسيحية الحقة، هل تظن أنه كان يمكن لمخلصنا، لو كان هنا، أن يشير إليهم قائلاً أنهم ملح الأرض و نور العالم؟ حاشا و كلا. SM 365.1
إن أحاديث المسيحيين ترتدي طابع السمو و الرفعة، و لئنن كانوا يعتبرون التملق و المداهنة خطية فإن ذلك لا يمنعهم من أن يكونوا ذوي أنس و لطف و كرم، كلامهم كلام إخلاص و صدق، أمناء في معاملاتهم لإخواتهم و للعالم، ليس في لبسهم تصنّع أو ما يدل على حب الظهور، و لكن لباسهم مع ذلك محتشم و مرتب، بلا زخرفة، و قد سوّي و نسّق على الجسم بشكل ينم عن حسن ترتيب و سلامة ذوق. يجب بذل اهتمام خاص باللبس في يوم السبت إظهاراً لما السبت المقدس و عبادة الله من اعتبار و إكرام خاصين. SM 365.2
إن الخط الفاصل بين هؤلاء الناس و العالم لا يمكن أن يخطئ معرفته أحد، و إن تأثير المؤمنين يمكن أن يزداد إلى عشرة أضعاف ما هو عليه لو أن الذين يقبلون الحق من الرجال و النساء الذين كانوا قبلاً مستهترين في عاداتهم يغيرون الآن مجرى حياتهم بأن يتيحوا للحق أن يقدس حياتهم و يرفعهم إلى حيث يراعون في ملبسهم عادات النظافة و الأناقة و الترتيب و الذوق السليم. إلهنا إله ترتيب، و لن يمكن أن يرضى التشويش و القذارة و الخطية مهما ضؤل مقدارها. SM 365.3