لقد عاش المسيح حياة العمل الشاق و التضحية لأجلنا، أفلا نقدر أن ننكر ذواتنا لأجله؟ ألسنا نجد في الكفارة التي عملها لأجلنا و البر الذي يريد أن يهبنا إياه موضوعين جديرين بأن يستغرقا علينا أذهاننا؟ لو أن الشبيبة يستخرجون لأنفسهم مما يحتويه مستودع الكتاب المقدس من كنوز، لو أنهم يتأملون في ما يتوج الحياة المنكرة لذاتها من عفو إلهي و سلام و بر دائم، إذاَ لانتفت منهم الرغبة في مسائل اللهو و العبث و التهيج المشكوك في أمرها. SM 409.2
إن المسيح يبتهج حين يشغل الشبيبة أفكارهم بمواضيع الخلاص الجليلة المشرّفة. يدخل إلى قلوب هؤلاء كضيف مقيم مالئاً حياتهم فرحاً و سلاماً. و محبة المسيح في النفس هي مثل “ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية”... و الذين فيهم هذه المحبة يسرهم أن يتحدثوا عن الأمور التي قد أعدها الله للذين يحبونه. SM 410.1
لقد رسم الإله السرمدي الخط المميز بين القديس و الخاطئ، بين المتجدد و غير المتجدد. فالفريقان لا يمتزجان معاً دون أن يلاحظ الفرق بينهما كإمتزاج ألوان قوس قزح، بل أن الفرق بينهما يمكن تمييزه كما تميز الظهيرة من منتصف الليل الحالك السواد. إن شعب الله لا يقدرون أن يقيموا صلات وثيقة مع من يعرفون الحق ولا يتبعونه، و يسلموا (أي شعب الله) مع ذلك من الأذى. إن يعقوب، و هو يتكلم عما قام به اثنان من أبنائه من أعمال معينة اقترنت بالفظائع المرعبة قال: “في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي” لقد شعر بأن كرامته ستهان إذا هو اختلط مع خطاة في أفعالهم. رفع إشارة الخطر منذراً إيانا بأن ننبذ المعاشرات الرديئة لئلا نتلوث نحن بالشر. و الروح القدس يرسل الإنذار نفسه بواسطة الرسول بولس إذ يقول: “لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبّخوها” — (ج: 4 شباط — فبراير 1897). SM 410.2