إن مثال المسيح في كونه ارتبط بمصالح البشر ينبغي أن يحتذيه كل من يكرزون بكلمته و كل من قبلوا إنجيل نعمته. ينبغي ألا ننبذ الشركة الإجتماعية و ألا نعزل أنفسنا عن الآخرين. فلكي يمكننا الوصول إلى كل الطبقات علينا أن نذهب لمقابلتهم حيث هم، إذ يندر أنهم يطلبوننا من تلقاء أنفسه. إن قلوب الناس لا تتأثر بالحق الإلهي الذي يلقى من على المنبر فقط، بل هناك حقل آخر للعمل، قد يكون وضيعاً و لكنه يبشر بحصاد وفير، إنه في أكواخ الفقراء كما في قصور الأغنياء و العظماء، على المائدة و في مجتمعات الأنس البريئة. SM 425.1
و كتلاميذ للمسيح نحن لا نختلط بالعالم لمجرد حب المسرات، ولا لنشارك الناس في جهالاتهم، فمثل تلك المجتمعات لا ينجم عنها سوى الضرر. ينبغي ألا نبيح الخطية بكلامنا أو أعمالنا أو صمتنا أو حضورنا. فأينما نذهب ينبغي لنا أن نصطحب يسوع معنا و نعلن للآخرين عن قيمة مخلصنا العظيمة. أما أولئك الذين يريدون الاحتفاظ بديانتهم بإخفائها في حصون مشيدة فستضيع عليهم فرص كثيرة لعمل الخير. إذ عن طريق الصلات الإجتماعية تتقارب المسيحية من العالم، فكل من قد حصل على النور الإلهي عليه أن ينير طريق الذين لا يعرفون نور الحياة. SM 425.2
علينا جميعاً أن نكون شهوداً ليسوع، فالجاذبية الإجتماعية أو ميل الإنسان إلى المعاشرة إذ تتقدس بنعمة المسيح ينبغي استخدامها في ربح النفوس للمخلص. لير العالم أننا لسنا، بكل أنانية، مشغولين في مصالحنا الخاصة، بل أننا نرغب في إشراك الآخرين في بركاتنا و امتيازاتنا. لنرهم إن ديانتنا لا تجعلنا عديمي العطف أو متعصبين، فعلى كل من يعترفون بأنهم قد وجدوا المسيح أن يخدموه كما قد خدم هو لخير الناس. SM 426.1
ينبغي ألا نجعل العالم يعتقد اعتقاداً كاذباً أن المسيحيين قوم تعساء تعلو العبوسة وجوههم. فإذا ثبتنا أنظارنا في يسوع سنرى أنه الفادي العطوف، و يشرق نور وجهه علينا إذ حيثما يملك روحه يحل السلام. و سيكون هناك أيضاً الفرح لأن في الله ثقة مقدسة هادئة. SM 426.2
إن المسيح يفرح بتابعيه عندما يبرهنون أنهم شركاء الطبيعة الإلهية مع أنهم بشر مجبولون من التراب. إنهم ليسوا تماثيل جامدة، و لكنهم أناس أحياء. فقلوبهم إذ تنتعش بندى النعمة الإلهية تنفتح و تتسع لشمس البر. و النور الذي يشع عليهم يعكسونه على الآخرين في أعمالهم المنيرة بمحبة المسيح — (مشتهى الأجيال ص 134 و 135). SM 426.3