Go to full page →

مجاوزة قوانين الصحة والاحتشام SM 480

إن ملائكة إبليس يسامرون الذين ينفقون شطراً كبيراً من الليل في مطارحة الغرام. و لو قدر لهؤلاء أن تنفتح أعينهم لرأوا ملاكاً قائماً يسجل عليهم أقوالهم و أفعالهم، فهم يتعدون قوانين الصحة و الحشمة، و كان الأجدر بهم أن يدخروا لحياتهم الزوجية بعض هذه الساعات من التواد و التحبب التي تسبق الزواج، و لكن الزواج، إجمالاً، يضع حداً لكل ما يسبقه من وله وولع وافتتان. SM 480.3

هذه الساعات من الطيش و الإفراط التي تنفق في منتصف الليل في هذا الجيل المفسد غالباً ما تؤدي إلى هدم أركان حياة الطرفين كليهما. حين يمتهن الناس كرامة نفسهم يعتز الشيطان و يهان إسم العلي، فقد غذا الشرف يضحى به تحت سطوة الهوى الطاغية و قوة الافتتان الآسرة، لكن زواح مثل هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يحظى بموافقة الله. يتزوجون بدافع شهوتهم الجموح، و ما هو إلا أن يفقد الزواج نشوته و أحلامه حتى يرى الزوجان الحقيقة المرة إذ يأخذان يدركان مغبة فعلهما، ولا تكاد تنقضي على عهد الزواج ستة أشهر حتى يعتري التغيير علاقاتهما العاطفية، لأن كلا منهما أصبح يعرف المزيد من أخلاق الآخر و يكتشف فيه نقائص و عيوباً كانت خافية عليه في فترة الغباوة و الطيش التي قضياها قبل الزواج، فإذا هما يتحللان من تلك العهود التي سبق لهما أن قطعاها على نفسيهما عند المذبح و يضربان بها عرض الحائط، و هكذا نتيجة للزواج الطائش المتسرع تقع حوادث إنفصال و طلاق حتى بين المدعوين شعب الله، و يحدث في الكنيسة اضطراب و بلبلة عظيمان. SM 481.1