إن الصلاة الإنفرادية وقراءة الكتاب المقدس إذ يهملان اليوم, يصبح بالإمكان حذفهما غدا باعتراض من الضمير أقل من ذي قبل, وستكون ثمة قائمة طويلة من الأمور المحذوفة, كل ذلك بسبب بذرة واحدة غرست في تربة القلب. ومن الجهة الأخرى فإن كان شعاعة من النور تعزز, تأتي بحصاد وفير في النور. والتجربة إذا قاومها المرء تؤتيه قوة على المقاومة بعزم أشد في المرة التالية. وكل انتصار جديد على الذات يمهد الطريق لإنتصارات أسمى وأنبل. كل انتصار هو بذرة تزرع للحياة الأبدية. CCA 701.3
وكل قديس يأتي إلى الله بقلب صادق, ويتضرع إليه بإيمان يستجيب الله صلواته. إيمانكم يجب ألا يرخي مواعيد الله إذا كنتم لا ترون الإستجابة الفورية لصلواتكم أو تشعرون بها. لا تخشوا من الإتكال على الله. اتكلوا على وعده الأكيد القائل : ” اطلبوا تأخذوا “ ( يوحنا 16 : 24 ). CCA 702.1
إن الله أحكم جدا من أن يزل, وهو من عظم الجودة والصلاح بحيث لا يمسك أي شيء صالح عن قديسيه السالكين بالإستقامة. الإنسان يزل ويضل, ومع أنه يرفع تضرعاته من قلب مخلص فهو لا يسأل دائما ما هو صالح لنفسه أو ما يمجد الله. في حالة كهذه يسمع أبونا الحكيم الصالح صلواتنا, ويستجيب, أحيانا في الحال, غير أنه يعطينا ما هو لخيرنا الأفضل ولمجده هو. يهبنا الله البركات, ولو استطعنا النظر في تدبيره لرأينا بوضوح أنه يعرف ما هو أفضل لنا وأنه قد استجاب لصلواتنا. لا يعطينا شيئا مؤذيا, بل البركة التي نحتاج إليها عوضا عن شيء طلبناه لا يكون لخيرنا بل لمضرتنا. CCA 702.2
رأيت أنه ينبغي لنا, إذا كنا لا نشعر بإستجابة فورية لصلواتنا, إن نتمسك, بإيماننا وألا نسمح للإرتياب بالدخول, لأن من شأنه أن يفصلنا عن الله. إن تخاذل إيماننا وتردد لم نحصل من الله على شيء. فاتكالنا على الله ينبغي أن يكون قويا, وحين تمس حاجتنا إلى البركة, فهي ستنسكب علينا مثل زخة مطر. CCA 702.3