أن الصلة بين الغذاء والنضوج العقلي ينبغي ان تلاقي اهتماما أكثر كثيرا مما لاقت . فالارتباك العقلي والبلادة هما في الغالب من نتائج الأخطاء في الغذاء کثیر ما یشدد علی أن الشهیة تکون مرشدا أمينا عند أختبار الغذاء . لو أن قوانين الصحة اتبعت واطليعت دائما لكان هذا صحيحا . ولكن بسبب العادات الخاطئة التي یتوارثها الناس جیلا بعد جیل انحرفت الشهية و فسدت بحیث أنها دائما تشتهی شيئا مضرا . والشهیة کمرشد لا يمكن الوثوق بها الآن Tr 239.2
وفي درس قوانين الصحة يجب أن يتعلم الطلبة القيمة الغذائية للأطعمة المختلفة . ويجب ايضاح تأثير الأغذية المركزة والمنبهة ، وكذلك الأطعمة الناقصة في عناصر الغذاء. والشاي والقهوة والخبز المصنوع من دقيق ناعم (الإفرنجي) والمخللات والخضر الحرشة والحلوى والتوابل والفطائر لا تقدم الغذاء الكافي . وكثيرا ما اعتلت صحة طالب نتيجة تناوله هذه الأطعمة . و كثيرون من الأطفال هم ناقصون في النمو وعاجزون عن القيام بأي نشاط عقلي أو بدني وذلك لنقص التغذية الذي صاروا ضحية له. ان البقول والفواكه والنقل والخضر أذا عمل منها خليط مناسب فهي تحتوي علی کل عناصر الغذاء . ومتی أعدت أعدادا جیدا فهی تكون الغذاء الاصلح لتحسين صحة وقوة الجسم والعقل Tr 240.1
وهنالك حاجة لمراعاة ليس فقط خواص الطعام بل أيضا موافقته لن ياکله . فکثیرا ما یحدث أن الطعام الذي يمكن أن يأكله من يزاولون أعمالا بدنية تستدعي بذل الجهد الجسماني ، بكل حرية ، ينبغي ان يتجنبه من يشتغلون في أعمال فكرية . وكذلك يجب الالتفات الى الخليط. المناسب من الأطعمة . فالذين يشغلون عقولهم وغيرهم ممن يزاولون أعمالا تتطلب الجلوس في أماکنهم طوال ” الوقت يجب أن يتناولوا الا أصنافا قليلة من كل وجبة Tr 240.2
ثم یجب الاحتراس من الاکثار من الاکل حتی ماکان طعاما صحیا جدا . ان الطبیعة لا یمکنها ان تستخدم اکثر من حاجتها لاجل بناء أعضاء الجسم المختلفة والإفراط يربك الجسم . كثيرا ما يظن ان طالبا ضعفت قواه وانهارت سبب ادمان الدرس بینما السبب الحقیقی هو الاکثار من الأكل . وفي حين يعطى الالتفات اللائق لقوانين الصحة لا یوجد خطر کبیر من الاجهاد العقلی ، ولکن فی کثیر من الحالات التي تسمى بالهبوط العقلي نجد أن ما يضني الجسم ويضعف العقل هو اكتظاظ المعدة بالطعام Tr 241.1
وفي معظم الحالات يفضل الاقتصار على وجبتين في اليوم بدلا من ثلاث . والعشاء متى اخذ في ساعة مبكرة يصطدم مع هضم الوجبة السابقة . ومتى اخذ في ساعة متأخرة فلا يمكن أن يهضم قبل وقت النوم . وهكذا لا تتمتع المعدة بفترة راحة كافية . والنوم يتخلله الانزعاج والمخ والأعصاب ” تنهك وتتعب . والشهية لتناول طعام الافطار تتلف وتعجز ، وكل الجسم يصيبه الخمول ولا نکون مستعدا للقیام بواجبات الیوم Tr 241.2
ينبغي عدم إغفال أهمية الانتظام في وقته الأكل ووقت النوم . فحيث أن عملية بناء الجسم تتم في أثناء ساعات الراحة فمن اللازم جدا خصوصا بالنسبة الى الشباب ان يكون النوم منتظما وکافیا Tr 241.3
وبقدر الامکان علینا ان نتجنب الإسراع فی الاکل. فکلما کان وقت الاکل قصيرا کلما واجب الإقلال من الاکل . فخیر للانسان أن یحذف و جبة من ان یاکل دون ان یمضغ الطعام جيدا Tr 242.1
ووقت الاکل یجب ان یکون وقتا للأحاديث الاجتماعیة والانتعاش والترفیه . فکل ما يثقل أو يهيج یجب استبعاده . ويجب تربية الثقة واللطف والشكر لواهب كل خير في النفوس ، والحديث يكون مفرحا وحافزا للفكر الذي یسمو بالنفس المعییة Tr 242.2
أن مراعاة ضبط النفس والانتظام في كل شيء لها قوة عجيبة. وهذا سيفعل أكثر من الظروف أو الهبات الطبيعية في تنمية تلك العذوبة وهدوء المزاج اللذين لهما دخل كبير في تمهيد طريق الحياة . وفي نفس الوقت فأن قوة ضبط النفسں اذ تکتسب ھکذا سیری انھا من الثمن العادات لاجل المكافحة بنجاح مع الواجبات الصارمة والحقائق التي تنتظر کل انسان Tr 242.3
يقول الکتاب عن الحکمة أن : « طرقيها طرق نعم و کل مسالکها سلام » ( أمثال ۳ : ۱۷ ) . فعلی کل شاب في بلادنا بما أمامه من امکانیات عن مصیر اسمی من مصیر الملوك المتوجين ان يتأمل في الدرس الذي تشتمل عليه کلمات الحکیم القائلة : « طوبی لك أيتها الأرض اذا كان . . . رؤساؤك يأكلون في الوقت للقوة لا للسكر ) (جامعة 17:10 ) Tr 242.4