لقد أعطى الربُّ لموسى إرشادات مُحدَّدة بخصوص تهيئة الشعب لكي يقترب هو منهم ويسمعوا حينما يتكلَّم مع موسى لا مِن خلال الملائكة بل مِن الله ذاته. «فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: ‹اذْهَبْ إِلَى الشَّعْبِ وَقَدِّسْهُمُ الْيَوْمَ وَغَدًا، وَلْيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. لأَنَّهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَنْزِلُ الرَّبُّ أَمَامَ عُيُونِ جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ›” (خروج ١٩: ١٠-١١). SRAr 138.1
كان على الشعب أنْ يمتنعوا عن الأشغال والاهتمامات اليوميَّة وأنْ تكون أفكارهم طاهرة. كما أمرهم الله بأنْ يغسلوا ثيابهم. والله ليس أقلَّ تدقيقًا اليوم عمَّا كان عليه حينذاك. إنَّه إله نظام وترتيب، ويُطالب شعبه الذين يعيشون على الأرض الآن أنْ يُراعوا عادات النظافة التامَّة. والذين يعبدون الله بثيابٍ ونفوسٍ غير نظيفة، لا يتقدَّمون إليه بسلوكٍ مقبول. إنَّ الله لا يُسرُّ بانعِدام وقارهم له، وهو لن يقبل خدمة المُتعبِّدين القذرين، لأنَّهم يهينون صانعهم. إنَّ خالق السماوات والأرض يعتبر النظافة أمرًا هامًّا للغاية، لذلك قال: «وَلْيَغْسِلُوا ثِيَابَهُم” (خروج ١٩: ١٠). SRAr 138.2
«وَتُقِيمُ لِلشَّعْبِ حُدُودًا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، قَائِلاً: احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ أَوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّ الْجَبَلَ يُقْتَلُ قَتْلاً. لاَ تَمَسُّهُ يَدٌ بَلْ يُرْجَمُ رَجْمًا أَوْ يُرْمَى رَمْيًا. بَهِيمَةً كَانَ أَمْ إِنْسَانًا لاَ يَعِيشُ. أَمَّا عِنْدَ صَوْتِ الْبُوقِ فَهُمْ يَصْعَدُونَ إِلَى الْجَبَلِ» (خروج ١٩: ١٢-١٣). كان القصد مِن هذا الأمر هو أنْ تُطبع في أذهان هذا الشعب المتمرِّد هيبة الله المُشرِّع ومصدر السلطان لكلِّ شرائعهم. SRAr 139.1