سمح الله لأعداء بني إسرائيل أنْ يستولوا على تابوت عهده لكي يُظهِر لإسرائيل كم كان مِن العَبَث الثقة بالتابوت الذي هو رمز حضور الله، بينما كانوا هُم يدنِّسون الوصايا المُحتواة في التابوت. لقد أذلَّهم الله بأنْ أزال ذلك التابوت المقدَّس مِن وسطهم، والذي كان فخر قُوَّتهم وثقتهم. SRAr 187.3
انتصر الفلسطينيُّون، لأنَّهم ــ بحسب اعتقادهم ــ حصلوا على إله بني إسرائيل الشهير، ذاك الذي أجرى لهم العجائب وجعلهم مصدر رُعبٍ لأعدائهم. ونقلوا تابوت عهد الله إلى أشدود، وأقاموه في معبد فخم شُيِّد على شرف أكثر آلهتهم شهرة، الإله داجون، ووضعوا تابوت عهد الله إلى جانب إلههم. وفي الصباح دخل كهنة ذلك الإله إلى المعبد، فارتعدوا حين رأوا داجون ساقطًا على وجهه إلى الأرض أمام تابوت عهد الربِّ. فأقاموا إلههم داجون ووضعوه في مكانه السابق. لقد ظنُّوا بأنَّ سقوطه كان محض صُدفة. ولكنْ في صباح اليوم التالي وجدوه ساقطًا على وجهه إلى الأرض كما في السابق، وقد قُطِع رأس داجون ويداه. SRAr 188.1
إنَّ ملائكة الله، الذين رافقوا تابوت العهد، أسقطوا ذلك الصنم أمام التابوت، ثم شوَّهوه ببتر يديه، ليُظهروا أنَّ الله، الإله الحيَّ، هو فوق كلِّ الآلهة، وأنَّ أمامه كان كلُّ إله وثنيّ لا شيء. كان الوثنيُّون يُكِنُّون وقارًا عظيمًا لإلههم، داجون؛ وعندما وجدوه مشوَّهًا وساقطًا على وجهه أمام تابوت عهد الله، حزنوا حزنًا شديدًا واعتبروه فأل شؤم على الفلسطينيِّين. لقد فسَّروا ذلك بأنَّهم هم وجميع آلهتهم سيخضعون وسيهلكون على يد العبرانيِّين، وأنَّ إله العبرانيِّين أعظم وأقوى مِن جميع الآلهة. لقد أخرجوا تابوت عهد الله مِن هيكلهم الوثنيّ وأقاموه في مكان مُنفردًا. SRAr 188.2
احتفظ الفلسطينيُّون بتابوت عهد الله لمدَّة سبعة أشهر. لقد انتصروا على بني إسرائيل وأخذوا تابوت عهد الله، حيث اعتقدوا أنَّ قوَّتهم تكمن فيه، وقد ظنُّوا أنَّهم سيكونون في أمان إلى الأبد ولن يخافوا بعد مِن جيوش إسرائيل. ولكنْ، في غمرة فرحهم بانتصارهم سُمِعَ صراخ عظيم في كلِّ أنحاء أرضهم، وكان السبب على الدوام يُنسَب إلى تابوت عهد الله. لقد نُقِل التابوت مِن مكان إلى آخر بكلِّ رُعب، وأينما حلَّ أتى الخراب مِن الله، إلى أنْ تملَّكت الفلسطينيِّين حيرةٌ عظيمةٌ فيما عساهم أنْ يفعلوا حيال التابوت. كانت الملائكة، التي لازمت التابوت، تحرسه مِن كلِّ أذى. ولم يتجاسر الفلسطينيُّون على أنْ يفتحوا التابوت؛ لأنَّ إلههم داجون قد لقي منه ذلك المصير حتَّى أنَّهم خافوا لمسه أو مجرَّد الاقتراب منه. لقد استدعوا الكهنة والعرَّافين، وقالوا لهم: «ماذا نعمل بتابوت الربِّ؟»، فنصحوهم بإعادته إلى أصحابه حيث كان، وأنْ يُرسلوا معه قربان إثم غالي الثمن، فإذا سُرَّ الله بقبوله، فسوف يشفيهم. كان عليهم أيضًا أنْ يفهموا أنَّ يد الله كانت عليهم لأنَّهم أخذوا تابوته الذي كان لشعب إسرائيل دون غيره مِن الشعوب. SRAr 189.1