وكيف يمكن مقارنة قيمة البيوت والأراضي بقيمة النفوس النفيسة التي مات المسيح من أجلها؟ فهذه النفوس، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، يمكنها أن تُفتَدى معكم وبواسطتكم في ملكوت المجد، لكنكم لا تستطيعون أن تأخذوا معكم هناك ولو حتى جُزْءًا صغيرًا من كنزكم الأرضي. احصلوا على ما تريدون أن تحصلوا عليه، وحافظوا عليه بكل ما أؤتي لكم من قوة وحماس، ولكن عندما يخرج الأمر من فم الربّ، ستنزل نَارٌ من السماء في ساعات معدودات لا تقدر أية قوة على إخمادها، وستدّمر «تحويشة عمركم» وستجعلها كتلة محترقة من الخراب. بإمكانك أن تكرس كل موهبتك وطاقتك لتكنز لك كنوزًا على الأرض، ولكن ما الذي ستستفيده من ذلك عندما تنتهي حياتك على الأرض أو عندما يظهر الربّ يسوع في سحاب المجد؟ لأنك بقدر ما حصلت عليه من تعظيم وتمجيد بواسطة الغنى والكرامة الدنيوية على حساب الحياة الروحية، ستقل قيمتك الأدبية (الأخلاقية) وستقف كمتهمٍ أمام القاضي العظيم في محكمة العدل الإلهية. «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (مرقس ٨: ٣٦). CSAr 212.2
إن غضب الله سيحل على من يخدمون المال عوضًا عن خالقهم. لكن أولئك الذين يعيشون من أجل الربّ ومن أجل السماء، ويرشدون الآخرين إلى طريق الحياة، سيكتشفون أن سبيل الصدّيقين كنور مشرق، يتزايد ويُنير إلى النهار الكامل. وسيسمعون مرارًا وتكرارًا نداء الترحيب: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! ... اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى ٢٥: ٢٣). إن فرح المسيح يتمثل في رؤية النفوس مخلّصة في ملكوته المجيد، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه «احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ» (عبرانيين ١٢: ٢). ولكن سرعان ما أن «مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ» (إشعياء ٥٣: ١١). وكم ستكون سعادة أولئك الذين اشتركوا في عمله ويُسمَح لهم أن يشتركوا في فرحه! — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٢٣ يُونْية (حزيران) ١٨٨٥. CSAr 213.1