لقد قاد إبليس العديد من الناس إلى الهلاك وذلك بوضعهم في طريق التجربة. فيأتي إليهم كما أتى إلى السيّد المسيح، ويغريهم بأن يحبوا العالم. ويقول لهم أنهم سيحصلون على فوائد لو قاموا بالاستثمار في هذا المشروع أو ذاك، وبحسن نية يخضعون لإملاءاته. CSAr 236.1
وسرعان ما يُجرّبون لأن ينحرفوا عن نزاهتهم واستقامتهم من أجل تحقيق صفقات جيدة لأنفسهم كلما كان ذلك ممكنًا. وقد يكون مسارهم قانونيًا تمامًا حسب مقياس الصح من الخطأ في العالم، ولكنهم لا يحملون محك شريعة الله. ويتم التشكيك في دوافعهم من قبل إخوتهم، ويُتهَمون باستغلال الآخرين لخدمة أنفسهم، وهكذا يتم التضحية بالتأثير الثمين الذي كان يتعيّن عليهم استثماره استثمارًا مقدسًا والحفاظ عليه من أجل عمل الربّ. إن العمل الذي قد يحقّق نجاحًا ماليًا في يدي الإنسان الغشّاش والذي يبيع نزاهته واستقامته من أجل الكسب العالمي، لن يكون لائقًا على الإطلاق ليكون من أتباع المسيح. CSAr 236.2
وكل هذه المضاربات (المنافسات التجارية) وما يصاحبها من المصاعب والشدائد التي لا تُرى، تُعد من التجارب المخيفة التي يتعرّض إليها أولئك الذين ينخرطون فيها. كما يواجه هؤلاء الإخوة ظروفًا بحيث يتم التشكيك في نواياهم ودوافعهم، ولكن على الرغم من أن بعض الأمور قد تبدو خاطئة بالتأكيد، إلا أنه لا ينبغي دائمًا اعتبارها اختبارًا حقيقيًا للأخلاق والصفات. ومع ذلك، فإنها غالبًا ما تكون نقطة التحول في اختبار الإنسان ومصيره. فأخلاق الإنسان وصفاته تتغيّر بواسطة قوة الظروف التي يضع نفسه فيها. CSAr 236.3