إن البعض على استعداد أن يعطوا حسبما تيسَّر لهم، ويشعرون أن الله لا يطالبهم بشيء آخر لأنهم لا يمتلكون كمية كبيرة من الأموال والموارد. إنهم لا يستطيعون توفير أي شيء من دخلهم بسبب احتياجات أسرهم، ولكن قد يجد عدد كبير من أفراد هذه الفئة أنفسهم يسألون هذا السؤال: هل أقوم بالعطاء حسب الموارد التي لربما كنت سأمتلكها؟ لقد أراد الله لهم أن يستفيدوا من قواهم الجسدية والعقلية، إلا أن البعض لم يقوموا بتحسين القدرة التي منحها لهم الله. لقد خصَّص الله العمل للإنسان ... فالعمل كان مرتبطًا باللعنة، وجُعِل ضروريًا بسبب الخطية. إن سعادة الإنسان الجسدية والعقلية والأخلاقية تجعل حياة العمل النافع ضرورية. والنصيحة التي يقدّمها بولس الرسول بوحي من الروح القدس: «غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاجْتِهَادِ» (رومية ١٢: ١١). CSAr 120.3
لا يمكن لأي شخص، سواء كان غنيًا أو فقيرًا، أن يمجّد الله بحياة الكسل. الوقت والقوة البدنية هما الموردان الوحيدان اللذان يمتلكهما العديد من الفقراء، إلا أنهم كثيرًا ما يضيّعون هذا في حب الراحة والتكاسل واللا مبالاة، بحيث لا يكون لديهم ما يقدمونه للربّ سواء عشور أو تقدمات. فإن كان أحد المؤمنين المسيحيين تُعوِزُه حكمةٌ للقيام بعمله على أفضل وجه، وإن كان غير قادر على استغلال قواه الجسدية والعقلية استغلالاً رشيدًا، فليطلب من الله أن يعطيه الوداعة وتواضع القلب لتلقي النصح والمشورة من إخوته، حتى يملأ الربّ احتياجه وقصوره من خلال تقديرهم الأفضل للأمور. إن الكثير من الفقراء الذين هم الآن راضين عن عدم القيام بشيء من أجل خير إخوانهم من البشر ومن أجل تقدّم عمل الله، قد يحققون الكثير إذا حاولوا القيام بشيء ما، فهم مسؤولون أمام الله عن وزنة الصحة الجسدية التي وهبها لهم مثلما أيضًا الإنسان الغني مسؤول أمام الله عن وزنة الثروة والمال التي باركه بها. — شهادات للكنيسة، المجلد الثالث، صفحة ٤٠٠. CSAr 121.1