يوجد بين أبناء الله رجالاً ونساءً يحبون العالم والأشياء التي في العالم، فيتعرّضون للفساد والانحطاط الأخلاقي بسبب تأثيرات العالم، وتنتقص طبيعتهم إلى كل ما هو إلهي أو سماوي. وإذ يقدّمون أعضاءهم آلات إثم للخطيّة، فهم ينفذون مقاصد العدو. CSAr 177.1
وعلى نقيض هذه الفئة، فهناك الإنسان الفقير، الكادح والمجتهد، الذي على أهبة الاستعداد لمساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة ومعاناة آلام الظلم عوضًا عن التحلي بروح الأغنياء البخيلة المُحِبة لاكتساب الثروة. فهذا الإنسان يقدّر الضمير الصافي والمبادئ السليمة أكثر من الذهب، وهو على استعداد أن يفعل الخير من كل قدرته وقوته. ولو طلبت منه إحدى المؤسسات الخيرية أن يتبرع ببعض النقود أو القيام ببعض الخدمات، فهو أول من يستجيب. وغالبًا ما يفعل ما هو أكثر من قدرته الحقيقية، فهو يحرم نفسه من بعض الأشياء الضرورية التي يحتاجها من أجل تنفيذ الهدف الخيري الذي طُلِب منه. CSAr 177.2
وهذا الإنسان ربما لا يمتلك سوى كنزًا أرضيًا صغيرًا، وقد يُنظَر إليه على أنه ناقص في الحكم والبصيرة والحكمة، وقد لا يحظى نفوذه بقيمة مميزة، لكن في عيني الله هو غالي وثمين. قد يُعتَقَد أنه بلا قدرة كبيرة على التمييز، لكن الحكمة التي يتحلى بها هي أبعد بكثير من حكمة العقل المنشغل بجمع المال وتخزينه كبُعد السماء عن الأرض. وهو يكنز لنفسه كنزًا في السماويات، لا يفسد ولا يصدأ ولا يفنى. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١٩ ديسمبر (كانون الأول) ١٨٩٩. CSAr 177.3