Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    وقفة الامراء المشرِّفة

    رأى الملك فرديناند الذي ناب عن الامبراطور في حضور المجلس ان المرسوم قد تنجم عنه انقسامات خطيرة ما لم يقتنع الامراء بقبوله وتأييده . ولذلك لجأ الى قوة الاقناع اذ كان يعلم جيدا ان الالتجاء الى العنف والقوة مع مثل اولئك الرجال لن يزيدهم الا اصرار ا. ولذلك ”التمس من الامراء قبول المرسوم مؤكدا لهم ان ذلك سيجعل الامبراطور راضيا عنهم غاية الرضى“. لكنّ هؤلاء الرجال الامناء كانوا يعترفون بسيادة أعظم وأسمى من سيادة الحكام الارضيين، ولهذا أجابوه برصانة: ”اننا مستعدون لان نطيع الامبراطور في كل ما يؤول الى اقرار السلام وتمجيد الله واكرامه“ (١٦٦).GC 223.2

    اخيرا اعلن الملك أمام المجلس قائلا للمنتخب و اصدقائه: ”ان المرسوم أوشك أن يصبح في صورة ارادة امبراطورية، وانه لم يبقَ أمامهم الا الخضوع للاغلبية“. قال هذا ثم انسحب من المجمع، وبذلك لم يعطِ للمصلحين مجال للمداولة أو التشاور أو حتى تقديم جواب. ”وعبثاً ارسلوا وفداً الى الملك ليتوسلوا اليه أن يعود“. أجابهم قائلا: ”لقد بات الامر مقرراً، ولذلك فلم يبق أمامكم الا الخضوع“ (١٦٧).GC 223.3

    كان رجال الحزب الامبراطوري مقتنعين ان الامراء المسيحيين سيظلون متمسكين بالكتاب المقدس على انه اسمى من العقائد والتعاليم البشرية ومطاليبها، كما كانوا عالمين ايضا انه اينما اع تنق الناس هذا المبدأ انهار سلطان البابوية. ولكنهم كغيرهم من آلاف الناس منذ ذلك الحين اذ ”كانوا ينظرون الى الاشياء التي تُرى“ كانوا يخدعون انفسهم قائلين ان دعوى الامبراطور والبابا قوية، أما دعوى المصلحين فضعيفة . فلو استند المصلحون الى المعونة البشرية وحدها لاصبحوا عاجزين كما قد ظنهم البابويون . ولكنهم مع قلة عددهم ومع انهم كانوا منشقين على روما كانت لهم قوتهم . لقد استأنفوا ”من قرار المجلس الى كلمة الحق ومن الامبراطور شارل الى يسوع المسيح ملك الملوك ورب الارباب“ (١٦٨).GC 224.1

    لمّا رفض فرديناند الالتفات الى اقتناع ات الامراء المستقيمة السليمة صمم اولئك على تعليق اهمية كبيرة على غيابه بان يقدموا احتجاجهم امام المجلس الوطني من دون ابطاء. ولذلك كتبوا بيانا رسميا وقدموه الى مجلس الامة.GC 224.2

    وهذا ما جاء في عريضتهم: ”اننا نحتج في عريضتنا هذه امام الله خالقنا وحافظنا وفادينا ومخلصنا والذي سيكون ديّاننا في يوم ما، كما نحتج ايضا امام كل الناس وكل الخلائق اننا نحن بالاصالة عن انفسنا وبالنيابة عن رعايانا لن نقبل أو نتمسك بما جاء في الامر الصادر اذا كان يخالف ارادة الله ويناقض كلمته المقدسة وضمائرنا المستقيمة وخلاص نفوسنا.GC 224.3

    ”ما هذا! أنصادق على هذا المرسوم؟! هل نجزم انه عندما يدعو الله القدير انسانا لمعرفته لا يستطيع هذا الانسان ان يقبل معرفة الله بسبب المرسوم!“. ”لا تعليم اكيد الا اذا تطابق وكلمة الله ... الرب ينهانا عن قبول اي تعليم آخر غير تعليمه ... واقوال الله المقدسة ينبغي ان تو ضحها آيات اخرى، أكثر وضوحا... ان الكتاب المقدس ضروري في كل شيْء للمسيحي . وفهمه أمر ميسور وهو يعتبر انه يبدد الظلمات . لقد عزمنا بنعمة الله على حفظ البشارة النقية القاطعة بكلمة الله وحدها كما هي مدونة في أسفار العهد القديم والعهد الجديد من دون ان نزيد عليها شيئا آخر يناقضه ا. ان كلمة الله هي الحق وحده وهي القانون الاكيد لكل تعليم ولكل حياة، ولا يمكنها أن تخذلنا أو تخدعنا. فالذي يبني على هذا الاساس سيصمد امام كل قوات الجحيم، في حين ان كل الاباطيل البشرية التي تقف ضد الكتاب ستسقط امام وجه الله“.GC 224.4

    ”فلهذا السبب نحن نرفض حمل النير المفروض علينا“. ”ونحن في الوقت نفسه ننتظر من جلالة الامبراطور ان يعاملنا كسيد مسيحي يحب الله فوق كل شيء واننا نعلن اننا مستعدون ان نقدم لجلالته ولكم ايها السادة الاجلاء المحبة والطاعة اللتين هما واجبنا الشرعي العادل“ (١٦٩).GC 225.1

    تأثر أعضاء المجلس تأثرا عميق ا. وقد ملأت الدهشة والفزع قلوب غالبيتهم بسبب جرأة اولئك المحتجين . فبدا المستقبل امامهم عاصفا وغير مأمون أو مضمون، وكأن الانقسامات والخصومات وسفك الدماء امور لا مفر منها. لكنّ المصلحين اذ كانوا واثقين من عدالة قضيتهم ومستندين الى ذراع الله القدير ”امتلأوا شجاعة وثباتا“.GC 225.2

    ”ان المبادئ المتضمَّنة في هذا الاحتجاج الشهير ... اشتملت على جوهر البروتستانتية، فهذا الاحتجاج يقاوم اثنين من المساوئ التي يرتكبها الانسان ضد الامور المختصة بالايمان، أولهما تهجُّم الحكام المدنيين، والثاني سلط ة الكنيسة الاعتباطية. والبروتستانتية ترفع سلطان الضمير فوق الحكام بدلا من هذه المساوئ، وترفع كلمة الله فوق الكنيسة المنظورة . فهي أولا ترفض تدخل السلطة المدنية في الشؤون الالهية، وتقول مع الأنبياء والرسل : ”ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس“ . وأمام تاج الامبراطور شارل الخامس ترفع اكليل يسوع المسيح، ولكنها تذهب الى أبعد من ذلك، فهي تقدم هذا المبدأ القائل بان كل التعاليم البشرية ينبغي أن تخضع لاقوال الله وتقف صاغرة أمامها“ (١٧٠). وفوق هذا فقد أكد اولئك المحتج ون ان لهم الحق في المجاهرة باقتناعاتهم بالحق بكل حرية . فهم لن يؤمنوا ويطيعوا كلمة الله وحسب بل وسيعلمونها أيضاً للناس، وقد انكروا على الكهنة والحكام حق التدخل . كان الاحتجاج المقدم للمجلس في سبايرز شهادة احتفالية ضد التعصب الديني وتأييداً لحق كل الناس في عبادة الله بموجب ما تمليه عليه ضمائرهم.GC 225.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents