دليل واضح قاطع

عندما بدأ ميلر بدرس الكتاب ليبرهن أ نه اعلان من الله لم يكن لديه أي أمل بأنه سيصل الى هذه النتيجة، وهو نفسه كان ضعيف الثقة بنتائج بحثه واستقصائه . لكنّ البرهان الكتابي كان من الوضوح والقوة بحيث لا يمكن اغفاله أو طرحه جانبا.GC 366.1

ولقد كرس عامين كاملين لدرس الكتاب حتى وصل الى الاقتناع الخطير في عام ١٨١٨ بأن المسيح سيظهر لفداء شعبه بعد قرابة ٢٥ سنة. ويقول ميلر: ”لست في حاجة الى الكلام عن الفرح الذي ملأ قلبي أمام هذا الامل المبهج ولا عن أشواق نفسي الحارة للاشتراك في أفراح المفتدين. وقد صار الكتاب المقدس في نظري حينئذ كتابا جديد ا. لقد كان في الحق وليمة لعقلي . وكل ما كان قاتما أو غامضا أو مبهما من تعاليمه انقشع من عقلي أمام النور الصافي الذي أشرق عليَّ من خلال سطوره. وكم بدا الحق باهرا ومجيدا ! فكل المتناقضات وعدم التوافق التي كنت قد وجد تها في الكتاب من قبل ذهبت الى غير رجعة . ومع وجود كثير من الاجزاء التي لم أكن قانعا بأنني قد أدركتها ادراكا كاملا، انبثق في عقلي نور عظيم بعدما كان مظلما بحيث أحسست بفرح من دراستي الكتاب لم أكن أظن قبلا أنني سأستقيه من تعاليمه“ (٢٩٧).GC 366.2

”واذ كنت مقتنعا اقت ناعا مقدسا بأن تلك الحوادث المهمة كان قد أنبئ بها في الكتاب المقدس لتتم بعد وقت قصير جاءني هذا السؤال بقوة عظيمة عن مدى واجبي تجاه العالم على ضوء البرهان الذي أثر في عقلي“ (٢٩٨)، فلم يسعه الا الاحساس بأن الواجب يقتضيه أن يشارك الآخرين في النور الذي قد حصل عليه . وكان يتوقع مقاومة الاشرار، لكنه كان واثقا أن كل المسيحيين سيفرحون برجاء لقاء المخلص الذي كانوا يعترفون بأنهم يحبونه . وكان خوفه الوحيد ناشئا من أن كثيرين من شدة فرحهم برجاء الخلاص المجيد الموشك أن يتم سريعا سيقبلون التعليم من دون أن يفحصوا الكتب الفحص الكافي لاظهار صدقه، ولذلك تردد في تقديم ذلك التعليم لئلا يكون مخطئا فيتسبب في تضليل الآخرين، وعمد الى مراجعة البراهين لدعم الاستنتاجات التي وصل اليها، والتأمل بكل اهتمام وحرص في كل مشكلة تعرض لعقله . وقد رأى أن الاعتراضات قد تلاشت أمام نور كلمة الله كما يتلاشى الضباب أمام أشعة الشمس . واذ قضى خمس سنين على هذا المنوال اقتنع اقتناعا كاملا بسلامة موقفه.GC 366.3