Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    منشور الامبراطور قسطنطين

    وفي اوائل القرن الرابع اصدر الامبراطور قسطنطين منشورا صار يوم الاحد بموجبه عيدا عاما في كل انحاد الامبراطورية الرومانية (انظر التذييل)، فصار رعاياه الوثنيون يوقرون يوم الشمس هذا كما صار المسيحيون يكرمونه . كان الامبراطور يقصد من وراء سياسته هذه أن يوحِّد بين مصالح الوثنية ومصالح المسيحية المتضاربة. ولقد ألح عليه في ذلك أساقفة الكنيسة الذين ادركوا بدافع الطمع والتعطش الى السيادة والسلطان، انه اذا كان المسيحيون الوثنيون يحفظون اليوم نفسه فهذا يساعد الوثنيين على قبول المسيحية ولو في الظاهر، وهكذا يزداد سلطان الكنيسة ومجده ا. ولكن اذ كان كثيرون من المسيحيين الخائفين الله قد أخذوا بالتدريج يضفون على يوم الاحد بعض القدسية فقد ظلوا يعتبرون يومَ السبت الحقيقي يومَ الرب المقدس، فحفظوه إطاعة للوصية الرابعة.GC 59.1

    لم يكن المضل الاكبر قد أكمل عمله، فلقد عزم على ان يحشد كل العالم المسيحي تحت لوائه، ويستخدم سلطانه عبر نائبه البابا المتكبر الذي كان يدَّعي انه نائب المسيح . وقد أتم غرضه من طريق الوثنيين الذين كانوا نصف مهتدين والاساق فة الطامعين والمسيحيين الذين بهرهم مجد العالم . ومن وقت الى آخر كانت تنعقد مجامع مسكونية يلتقي فيها احبار الكنيسة القادمون من كل ربوع العالم . وفي كل مجمع تقريبا كان يوم السبت الذي شرّعه الله تحط كرامته وتنخفض شيئا فشيئا، في حين أن يوم الاحد كان على العكس من ذلك يسمو ويتجمد . وهكذا آل الامر نهائيا الى اعتبار يوم العيد الوثني مكرَّما كتشريع الهي، بينما اعتبر سبت الكتاب المقدس تشريعا يهوديا بائدا وأعلن تحريم حفظه.GC 59.2

    لقد أفلح المرتد العظيم في أن يرتفع: ”على كل ما يدعى الهاً أو معبوداً“ (٢ تسالونيكي ٢ : ٤). تجرأ على تغيير الوصية الوحيدة بين وصايا الشريعة الالهية التي توجه الجنس البشري كله توجيها صحيحا الى الاله الحي الحقيقي. فالوصية الرابعة تعلن لنا ان الله هو خالق السموات والارض، وبذلك يمتاز عن كل الآلهة الكاذبة . ولكي تذكرنا هذه الوصية بعمل الخلق علمتن ا أن اليوم السابع قد قُدس كيوم راحة للانسان . وكان القصد منها جعل الاله الحي نصب عيون الناس وعقولهم على الدوام كأصل الوجود وموضوع العبادة والسجود . ان الشيطان يحاول أن يحول الناس عن ولائهم لله وتقديم الطاعة لشريعته، ولذلك فهو يحول كل جهوده لمحاربة تلك الوصية التي تشير الى الله كالخالق.GC 60.1

    يصر البروتستانت الآن على القول إن قيامة المسيح في يوم الاحد جعلته يوم الراحة المقدس للمسيحيين . ولكن يعوزهم الدليل الكتابي . فلا المسيح ولا رسله اعطوا هذا اليوم مثل هذه الكرامة . ان حفظ يوم الاحد كتشريع مسيحي يجد اصله في ”سر الاثم“ (٢ تسالونيكي ٢ : ٧) الذي كان قد بدأ حتى منذ أيام بولس . فأين ومتى اعترف الرب بابن البابوية هذا ؟ وأي سبب شرعي يمكن اعطاؤه لذلك التغيير الذي لم يقره الكتاب المقدس؟GC 60.2

    في القرن السادس صارت البابوية ثابتة الاركان، وقد ثبت كرسي سلطانها في عاصمة الامبراطورية، وأعلن ان اسقف روما هو رأس الكنيسة كلها، وأفسحت الوثنية المجال للبابوية . لقد اعطى التنينُ الوحش ”قدرتَه وعرشه وسلطاناً عظيماً“ (رؤيا ١٣ : ٢) (انظر التذييل ). أما الآن فقد بدأت الألف والمئتان والستون سنة من الظلم والاضطهاد البابوي المذكورة في نبوات دانيال وسفر الرؤيا (دانيال ٧ : ٢٥ ، رؤيا ١٣ : ٥ — ٧). وقد ارغم المسيحيون على اختيار احد الشرين: إما ان يتنحوا عن نزاهتهم واستقامتهم ويقبلوا الطقوس والعبادة البابوية، واما أن تذوي حياتهم في ظلمات السجون أو يقاسوا آلام الموت على آلات التعذيب أو حرقا بالنار أو قتلا بالسيف حينئذ تحقق كلام يسوع حين قال: ”وسوف تسلمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء ويقتلون منكم. وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي“ (لوقا ٢١ : ١٦ و ١٧). وقد اشتد الاضطهاد على الامناء على نحو لم يسبق له مثيل، فصار العالم ساحة قتال عظيمة. ولمدة مئات السنين وجدت كنيسة المسيح ملاذا لها في العزلة والاختفاء. وهكذا يقول الرائي: ”والمرأة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك ألفا ومئتين وستين يوما“ (رؤيا ١٢ : ٦).GC 60.3

    حدد بلوغ كنيسة روما ذروة القوة والسلطان بدء العصور المظلمة . ومع تعاظم سلطانها زاد ادلهمام الظلمة . وقد انحرف ايمان الناس عن المسيح، النبع الحقيقي، الى بابا روم ا. وبدلا من الاتكال على ابن الله لاجل غفران الخطايا والخلاص الابدي اتجه الناس الى البابا والك هنة والاساقفة الذين زودهم هو سلطاناً. وقد علموهم ان البابا هو وسيطهم الأرضي، وانه لا يمكن لإنسان الدنُّو من الله الا بوساطته، واكثر من هذا فانه بالنسبة اليهم في مكان الله وينبغي ان يُطاع طاعة كاملة . والانحراف عن أوامره ومطالبه سبب كاف لايقاع المذنبين تحت أقسى العقوبات الجسدية والروحية . وهكذا انحرفت عقول الناس عن الله الى الانسان المعرَّض للخطأ والضلال والقسوة، بل انحرفوا بالحري الى سلطان الظلمة نفسه الذي نفّذ اغراضه واستخدم قوته من خلال الناس الاشرار . لقد تنكرت الخطيئة في ثياب القداسة، فمتى أُغفِلت الكتب ا لمقدسة وأُسدل عليها الظلام وصار الانسان يعتبر نفسه السيد المتسلط فلنا ان ننتظر تفشي الخيانة والخداع والاثم والفساد . واذ سادت القوانين البشرية والتقاليد الباطلة ظهر الفساد الذي يستشري دائما عندما يطرح الانسان شريعة الله جانبا.GC 61.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents