Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    صراع اخير يائس

    ولكن على الرغم من كون الشيطان قد أجبر على الاعتراف بعدالة الله والانحناء أمام سيادة المسيح فان صفاته تبقى كما هي من دون تغيير. فروح العصيان ترتد عليه كسيل جارف . واذ يمتلئ بالجنون يصمم على عدم الاستسلام في الصراع الهائل . لقد جاء الوقت الذي فيه يشتبك في صراع اخير يائس ضد ملك السماء . فيندفع في وسط رعاياه محاولا ان يلهمهم بما يعتمل في صدره من ثورة واهتياج ويثيرهم للاشتباك في الحرب في الحال . ولكن من بين الملايين التي لا تحصى الذين قد أغواهم على العصيان لا يوجد الآن ولا واحد يعترف بسيادته . لقد انتهى سلطانه . والاشرار تملأهم ذات الكراهية التي تعتمل في قلب الشيطان تجاه الله . لكنّهم يرون ان قضيتهم صارت ميئوسا منها وانهم لا يستطيعون الانتصار على الرب . فيثور غضبهم ضد الشيطان وضد الذين كانوا أعوانه في الخداع، فبغضب ابليسي يرتدُّون عليهم.GC 725.1

    يقول الرب: ”من اجل انك جعلت قلبك كقلب الآلهة لذلك هأنذا أجلب عليك غرباء عتاة الامم فيجردون سيوفهم على بهجة حكمتك ويدنسون جمالك . ينزلونك الى الحفرة فتموت موت القتلى“، ”أبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار ... سأطرحك الى الارض وأجعلك أمام الملوك لينظروا اليك... وأصيرك رمادا على الارض امام عيني كل من يراك ... وتكون أهوالا ولا توجد بعد الى الابد“ (حزقيال ٢٨ : ٦ — ٨ و ١٦ — ١٩).GC 725.2

    ”لان كل سلاح المتسلح في الوغى وكل رداء مدحرج في الدماء يكون للحريق مأكلا للنار“، ”لان للرب سخطا على كل الامم وحموا على كل جيشهم . قد حرمهم دفعهم الى الذبح“، ”يمطر على الاشرار فخاخا نارا وكبريتاً وريح السموم نصيب كأسهم“ (اشعياء ٩ : ٥ ؛ ٣٤ : ٢ ؛ مزمور ١١ : ٦). ان النار تنزل من عند الله من السماء، والارض تتكسر والاسلحة المخفية في أعماقها تخرج . فتخرج من فجواتها نار محرقة ونفس الصخور تشتعل بالنار . لقد جاء اليوم المتقد كالتنور . والعناصر تذوب بحرارة متوقدة وتحترق أيضا الارض وكل المصنوعات الت ي فيها (ملاخي ٤ : ١ ؛ ٢ بطرس ٣ : ١٠). وسطح الارض يبدو كأنه كتلة واحدة ذائبة : بحيرة واسعة من النار تغلي. انه وقت الدينونة والهلاك للاشرار. ”لان للرب يوم انتقام سنة جزاء من أجل دعوى صهيون“ (اشعياء ٣٤ : ٨).GC 726.1

    ان الاشرار ينالون جزاءهم في الارض ( امثال ١١ : ٣١). ”يكونون قش ا ويحرقهم اليوم الآتي قال رب الجنود“ (ملاخي ٤: ١). فالبعض يهلكون كما في لحظة، بينما آخرون يتعذبون أياما طويلة . والجميع سيعاقبون ”حسب أعمالهم“. وحيث ان خطايا الابرار قد وُضعت على الشيطان فهو سيتألم لا لاجل عصيانه فحسب بل لاجل كل الخطايا التي جعل شعب الله يرتكبونه ا. وسيكون قصاصه ارهب بكثير من قصاص الذين قد أضلهم . فبعد هلاك كل من قد غرر بهم سيظل حيا وسيقاسي الاهوال . ان الاشرار يهلكون أصلا وفرعا في النار المطهرة؛ فالشيطان هو الاصل واتباعه هم الفروع . لقد وقع قصاص التعدي على الناموس كاملا، وقد أجيبت كل مطالب العدل، والسماء والارض اذ تنظران ذلك تعلنان عدالة الرب.GC 726.2

    ان عمل التخريب والهلاك الذي قام به الشيطان قد انتهى الى الابد . فخلال ستة آلاف سنة تمم الشيطان ارادته اذ ملأ الارض شقاء، وسبَّب الاحزان لكل خلائق المسكونة . فكل الخ ليقة تئن وتتمخض من فرط الألم . أما الآن فان خلائق الله سيتخلصون الى الابد من وجود الشيطان وتجاربه. ”استراحت اطمأنت كل الارض . هتفوا (الابرار) ترنما“ (اشعياء ١٤ : ٧). وسترتفع هتافات حمد وانتصار من كل المسكونة الامينة: ”صوت جمع كثير“ ”كصوت مياه كثيرة وكصوت رعود شديدة“ يُسمع قائلا: ”هللويا فانه قد ملك الرب الاله القادر على كل شيء“ (رؤيا ١٩ : ٦).GC 726.3

    ”واذ تلتف الارض في رداء من النار المهلكة يكون الابرار ساكنين مطمئنين في المدينة المقدسة . وأولئك الذين كان لهم نصيب في القيامة الاولى ليس للموت الثاني سلطان عليهم . وفي حين ان الله هو نار آكلة للاشرار فهو لشعبه شمس ومجن (رؤيا ٢٠ : ٦ ؛ مزمور ٨٤ : ١١).GC 727.1

    ”ورأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لان السماء الاولى والارض الاولى مضتا“ (رؤيا ٢١ : ١). ان النار التي تحرق الاشرار تطهر الارض. وكل اثر من آثار اللعنة يمحى . ولن تكون هنالك نار جحيم ابدية لتذكر الابرار المفديين بعواقب الخطيئة المخيفة.GC 727.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents