Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    طريق الحق والحياة

    لقد تمسكوا بالوعد بايمان، وسُمعت الاستجابة المفرحة تقول: ”لن اقوم بالحج الطويل بعد اليوم، ولن اسافر سفرا مضنيا الى المعابد المقدسة، اذ يمكنني الإتيان الى يسوع كما انا بخطيئتي ونجاستي، وهو لن يرذ ل صلاة التوبة والاسترحام التي أقدمها اليه . ”مغفورة لك خطاياك“، حتى خطاياي انا يمكن ان تغفر!“GC 84.3

    حينئذ كان يغمر القلبَ فيضٌ من الفرح المقدس ويتعظم اسم يسوع في الشكر والتسبيح . وكان اولئك السعداء المغبوطون يعودون الى بيوتهم لينشروا النور، وعلى قدر استطاعته م كانوا يسردون اختبارهم الجديد على الآخرين، وانهم قد وجدوا الطريق الحي الحقيقي . وكان يصحب كلام الله فيض من القوة المقدسة العجيبة فيصل الى قلوب الناس المشتاقين الى الحق . لقد كان هو صوت الله فكان يحمل معه قوة اقناع وتبكيت وصلت الى قلوب السامعين.GC 84.4

    بعد ذلك كان رسول الحق يسير في طريقه، لكنّ مظهر الوداعة الذي بدا عليه وغيرته واخلاصه وحماسته الشديدة، كل تلك الصفات كانت موضوع تعليقات الناس المتعددة، وفي حالات كثيرة لم يسأله سامعوه من اين أتى ولا الى أين هو ذاهب . ففي البدء غمرتهم الدهشة، وبعد ذلك غمرهم الشكر والفرح الى حد كبير حتى لم يفكروا في أن يسألوه . وعندما الحوا عليه في الذهاب معهم الى بيوتهم كان يجيبهم قائلا أن عليه أن يزور الخراف الضالة عن القطيع . فكانوا يستاءلون قائلين: ألا يمكن أن يكون هذا الانسان ملاكا آتيا من السماء؟ GC 85.1

    في حالات كثيرة لم يعد الناس يرون رسول ا لحق مرة اخرى . لقد سار في طريقه الى بلدان اخرى، او لعله كان يقضي ايامه في سجن مظلم، او ربما استشهد ودفنت عظامه في الارض التي كان يسير عليها شاهدا للناس . لكنّ الاقوال التي نطق بها لم تذهب هباء، كلا ولا تلاشت، بل كانت تعمل عملها في قلوب السامعين، وسيكشف يوم الدين عن تلك النتائج المباركة كاملة.GC 85.2

    كان المبشرون الولدنسيون دائبين في غزو مملكة الشيطان، فثارت قوات الظلام ونشطت بمزيد من الحذر . وكان سلطان الشر يراقب كل محاولة تبذل لتقدم رسالة الحق ونجاحها فأثار مخاوف أعوانه . وقد رأى الرؤساء البابويون أن تلك الرسالة شؤم ع ليهم ونذير بالخطر على دعوتهم، وأن ذلك الخطر يجيئهم من اولئك المبشرين المتجولين الفقراء . فلو سُمح لنور الحق ان يضيء من دون عائق أو مانع فلا بد ان يكتسح أمامه سحب الضلال الكثيفة التي اكتنفت الناس، مرشدا عقولهم الى الله وحده، ولا بد أن يؤول الامر الى هدم سيادة روما.GC 85.3

    ان مجرد وجود هذا الشعب المتمسك بايمان الكنيسة الاولى كان شهادة دائمة على ارتداد روما، ولذلك فقد أثاروا اقسى العداء والاضطهاد المرير . وان رفضهم التنازل عن الكتب المقدسة والتفريط فيها كان ايضا اساءة لم تستطع روما السكوت عليه ا. ولذلك عولت على ان تمحو اسمهم وذكرهم عن وجه الارض. وحينئذ بدأت أرهب الحملات الصليبية ضد شعب الله في بيوتهم الجبلية . وتعقبهم المخبرون والمحققون، وتكررت مأساة هابيل البار وهو يسقط مجندلا بيد قايين القاتل، مرارا عديدة.GC 85.4

    وقد خربت وأتلفت أراضيهم الخصبة مرارا وتكرارا كما اكتسحت مساكنهم وكنائسهم، حتى أنه في الاماكن التي ازدهرت فيها قبلا الحقول والبيوت التي كان يسكنها ذلك الشعب البريء المُجدّ الكدود لم يبق غير الخراب اليباب في البرية القاحلة . فكما يزيد الوحش المفترس ضراوة عندما يلغ في الدماء، كذلك زاد اضطرام غضب البابويين بعد الآلام والخس ائر التي اوقعوها باولئك الضحايا المساكين. وقد طورد كثيرون من اولئك الشهود للحق النقي عبر الجبال واقتنصهم مطاردوهم في الوديان حيث اختبأوا أو حُبسوا في الغابات العظيمة وقمم الجبال.GC 86.1

    لم يكن من الممكن تقديم تهمة تمس اخلاق تلك الفئة المحرومة . فحتى اعداؤهم اعلنو ا انهم شعب مسالم هادئ تقي . لكنّ الجريمة العظمى كانت انهم لم يريدوا ان يعبدوا الله حسبما يريد الباب ا. فلأجل هذه الجريمة الواحدة انهالت عليهم كل الوان الاذلال والاهانات والعذابات التي قد تعنّ على بال الناس او الشياطين.GC 86.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents