Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل السادس — هس و جيروم

    كان الانجيل قد غرس في بوهيميا وتأصلت جذوره منذ القرن التاسع . وقد تُرجم الكتاب المقدس، وكانت العبادة الجهارية تقام بلغة الشعب . ولكن بقدر ما زاد سلطان البابا حجبت كلمة الله . ان غريغوريوس السابع الذي آلى على نفسه أن يذل كبرياء الم لوك كان يصر على استعباد الشعب ايضا، وتبعا لذلك اصدر امرا يحرم فيه اقامة العبادة الجهارية باللغة البوهيمية، كما أعلن البابا قائلا: ”لقد سر الكلي القدرة بأن تقام عبادته بلسان غير مفهوم، فان شرورا وهرطقات كثيرة قد ظهرت لعدم مراعاة هذا القانون“ (١٨). وهكذا قرر ت روما أن تطفىء نور كلمة الله وان يظل الشعب سجينا في الظلام . لكنّ السماء أعدت وسائل أخرى لحفظ الكنيسة. ان كثيرين من الولدنسيين والالبيجنسيين اذ طردوا من أوطانهم بسبب الاضطهاد الذي وقع في فرنسا وايطاليا أتوا الى بوهيمي ا. ومع أنهم لم يكونوا يجسرون على التبشي ر بالكلمة جهارا كانوا يكدون بكل غيرة في الخفاء . وهكذا حفظ الايمان الحقيقي من جيل الى جيل.GC 108.1

    قبل أيام هس كان يوجد في بوهيميا رجال قاموا جهارا يوبخون الفساد الذي تفشى في الكنيسة والخلاعة التي عمت بين الناس، فأثار عملهم اهتمام الشعب في كل مكان . وثارت مخاوف الك هنة، فوقع الاضطهاد على تلاميذ الانجيل. واذ طرد هؤلاء الناس ليعبدوا الله في الغابات والجبال طاردهم الجنود وقتلوا كثيرين منهم . وبعد وقت صدر قرار يقضي بحرق كل من يرتد عن العبادة كما قد رسمتها كنيسة روم ا. ولكن فيما كان المسيحيون يسلمون أرواحهم كانوا ينظرون الى الأمام عندما تنتصر دعوتهم . وان واحدا ممن علمَّوا ”ان الخلاص هو بالايمان بالمخلص المصلوب وحده“ أعلن قبلما أسلم روحه قائلا: ”ان اعداء الحق الغاضبين علينا منتصرون علينا الآن، ولكن هذه النصرة لن تدوم، فسيقوم واحد من بين عامة الشعب، بلا سيف او سلطان ،لن يس تطيعوا الانتصار عليه“ (١٩)، وكان عصر لوثر لا يزال بعيدا جدا، لكنّ واحدا كان قد بدأ ينهض، وكانت شهادته ضد روما مزمعة ان تثير الشعوب.GC 108.2

    كان جون هس متواضع الأصل، عاش يتيما منذ صباه في كنف أمه التقية التي تعتبر التهذيب ومخافة الله أعظم قيمة من كل الاملاك واجتهدت في احراز هذا الأِرث لأبنه ا. وتعلم هس في احدى مدارس الاقاليم، ثم التحق بجامعة براغ بعدما حصل على منحة مدرسية من أهل الخير . وصحبته أمه في السفر الى براغ، وكانت أرملة فقيرة . وعندما اقتربا من المدينة العظيمة جثت بجوار ذلك الشاب اليتيم وطلبت من الآب السماوي أن يباركه . ولم تكن تلك الام تعلم كيف ستجاب صلاتها.GC 109.1

    في الجامعة امتاز هس على اقرانه بمثابرته على الدرس ونجاحه السريع المتواصل، بينما اكسبه سلوكه اللطيف الجذاب وحياته المثالية احترام الجميع . وقد كان تابعا مخلصا لكنيسة روما وباحثا مجدا في طلب البركات الروحية التي كانت الكنيسة تدعي منحها للناس . وفي مناسبة اليوبيل تقدم من كرسي الاعتراف، ووهب كل النقود القليلة التي كان يحتفظ بها، وانضم الى الموكب حتى يكون له نصيب في الغفران الموعود به . وبعد إنهاء دراسته في الكلية دخل سلك الكهنوت وبسرعة هائلة بلغ درجة الكردينالية، وسرعان ما اتصل ببلاط الملك. وصار استاذا ثم عميدا للجامعة التي كان قد تلقى علومه فيها، وفي سنوات قليلة صار ذلك الطالب الذي كان يتلقى احسانات أهل الخير فخر بلاده واشتهر اسمه في أوروبا كلها.GC 109.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents