Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    تأثير قرأة الكتاب

    درس الناس هذه الكتب باهتمام عظيم وكان يستوي ف ي ذلك الاغنياء منهم والفقراء، العلماء والبسطاء . وفي الليل كان معلمو مدارس القرى يتلون هذه الكتب على مسامع جماعات صغيرة من الناس وهم جالسون حول المواقد . ومع كل جهد كانت بعض النفوس تقتنع بالحق، واذ تقبل الكلمة بفرح تقوم بدورها بنشر تلك البشرى عند الآخرين.GC 215.1

    وقد تحقق كلام الوحي القائل: ”فتح كلامك ينير يعقِّل الجهال“ (مزمور ١١٩ : ١٣٠). وقد احدثت دراسة كلمة الله تغييرا عظيما في عقول الشعب وقلوبهم. كان الحكم البابوي قد وضع نيرا من حديد على أعناق رعاياه فابقاهم في حالة الجهل والانحطاط . فكان الناس يمارسون الطقوس بتدقيق خرافي، لكنّ القلب والعقل لم يكونا يشتركان في تلك الممارسات الا بقدر ضئيل . فاذ قدمت كرازة لوثر الى الشعب حقائق كلمة الله الواضحة ثم وُضعت تلك الكلمة اياها في متناول الشعب فذلك ايقظ قواهم الهاجعة . ولم يكتف بان طهر طبيعتهم الروحية ورفع من قدرها ولكنه أيضا منح عقولهم قوة ونشاطا جديدين.GC 215.2

    كان يرى أشخاص من كل الطبقات ممسكين بايديهم الكتاب المقدس وهم يدافعون عن تعاليم الاصلاح وعقائده . أما البابويون الذين كانوا قد وكلوا الى الكهنة والرهبان أمر دراسة كلمة الله فقد طلبوا منهم الآن ان ينبروا لتفنيد التعاليم الجديدة. ولكن اذ كان الكهنة والرهبان يجهلون الكتب وقوة الله انهزموا هزيمة منكرة أمام اولئك الذين اتهموهم بالجهل والهرطقة . قال كاتب كاثوليكي: ”ان لوثر لسوء الحظ قد أوصى تابعيه بألا يؤمنوا باي كلام آخر غير الكتاب المقدس“ (١٥٤). وقد كان كثيرون من الشعب يتجمعون ليسمعوا الحق الذي كان يدافع عنه أناس قليلو المعرفة وبسطاء، بل كان هؤلاء يتباحثون فيه مع بعض اساتذة اللاهوت العلماء الفصحاء، وكان جهل اولئك العظماء المعيب يبدو واضحا عندما كانت حججهم تصطدم بتعاليم كلمة الله البسيطة . وكان العمال والجنود والنساء وحتى الصغار أكثر دراية والماما بتعاليم الكتاب المقدس من الكهنة والملافنة.GC 215.3

    كان الفرق بين تلاميذ الانجيل ومروجي الخرافات البابوية واضحا في اوساط المثقفين كما كان بين عامة الشعب: ”وقد تصدى للمدافعين عن التراتبية البابوية، الذين أهملوا دراسة اللغات ونشر الثقافة الأدبية، بعضُ الشبان من ذوي العقول الرحبة والاذهان الكريمة المكرسين للدرس والاستقراء والبحث في الكتب المقدسة، وجعلوا الطرائف الادبية القديمة مألوفة لديهم؛ فاذ كانوا قد وهبوا عقولا نشيطة ونفوسا عالية وقلوبا شجاعة فقد بلغوا من العلم شأواً كبيرا بحيث لم يمكن لاحد ان يباريهم في ذلك امداً طويلا . ولذلك فعندما كان أولئك الشبان المدافعون عن الاصلاح يقارعون الاساتذة البابويين في اي اجتماع كانوا يهاجمونهم بسهولة وثقة عظيمة بحيث كان خصومهم الجهلة يتلعثمون ويرتبكون ويجللهم الاحتقار الذي كان يرى على وجوه جميع الحاضرين“ (١٥٥).GC 216.1

    وعندما رأى رجال الكهنوت البابويون قلة جموع المصلين استعانوا بالحكم، وبكل الوسائل حاولوا ارجاع الرعية الى الحظيرة، لكنّ هؤلاء كانوا قد وجدوا في التعاليم الجديدة ما أشبع نفوسهم، فتركوا اولئك الذين ظلوا امدا طويلا يطعمونهم من خرنوب الطقوس الخرافية التافهة والتقاليد البشرية.GC 216.2

    وعندما اشتعلت نيران الاضطهاد ضد معلمي الحق تنبهوا الى كلام المسيح القائل: ”ومتى طردوكم (اضطهدوكم) في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى“ (متى ١٠ : ٢٣) . لقد انبثق النور مشرقا في كل مكان. واحيانا كان اولئك الهاربون يجدون بابا مفتوحا يرحب بهم، وحيث يمكثون كانوا يبشرون بالمسيح، احيانا في الكنيسة، فان لم يسمح لهم بذلك وحُرموا من هذا الامتياز كانوا يكرزون في بيوت خاصة أو في العراء . فانّى يكونوا يجدوا اناسا يستمعون فيصبح ذلك المكان هيكلا مقدس ا. والحق الذي كان يُعلن بمثل ذلك النشاط واليقين كان ينتشر بقوة لا تقاوم.GC 216.3

    وعبثا لجأ الكهنة الى السلطات الدينية والمدنية لسحق الهرطقة وعبثا كانوا يلجأون الى السجن والتعذيب والنار والسيف . لقد ختم آلاف من ا لمؤمنين شهادتهم بدمهم ومع ذلك فقد ظل عمل الاصلاح يسير قدم ا. لقد آل الاضطهاد الى نشر الحق، أما التعصب الذي حاول الشيطان ان يقرنه به فقد نتج منه ايضاح الفرق الشاسع بين عمل الشيطان وعمل الله.GC 217.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents