Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    امتحان الإيمان

    لقد نطق المسيح بحق أبدي مقدس عن العلاقة الكائنة بينه وبين تابعيه ، كما عرف صفات أولئك الذين ادعوا أنهم تلاميذه ، وامتحن كلامه إيمانهم. لقد أعلن أن عليهم أن يؤمنوا به ويعيشوا بموجب تعاليمه وكل من قبلوه يصيرون شركاءه في طبيعته ويتشبهون به في صفاته . وهذا يتضمن أنهم يتركون مطامعهم التي يحبونها كما يتطلب أيضاً تسليم ذواتهم ليسوع تسليما تاما . لقد دُعوا ليكونوا مضحين بأنفسهم وودعاء ومتواضعي القلب وعليهم أن يسيروا في الطريق الضيق الذي سار فيه رجل جلجثة إذا أرادوا أن يكون لهم نصيب في هبة الحياة و مجد السماء.ML 365.4

    كان الامتحان فوق أطوارهم. إن حماس أولئك الذين أرادوا أن يختطفوه ليجعلوه ملكا بالقوة قد أخمد ، وقد أعلنوا أن هذا الحديث الذي سمعوه من يسوع في المجمع فتح عيونهم. فهم الآن غير مخدوعين . وقد تراءى لهم أن كلامه هذا كان اعترافا صريحا منه بأنه مسيا وأنهم لن يستطيعوا أن يحققوا أي مغنم أرضي إذا ظلوا أتباعا له . لقد رحبوا بقدرته على صنع المعجزات ، و كانوا يتوقون إلى التخلص من الأمراض والآلام ، ولكنهم لم يريدوا مشاركته في حياة التضحية . ولم يكونوا يكترثون للملكوت الروحي الغامض الذي كان يتحدث عنه . فالناس غير المخلصين والأنانيون الذين كانوا قبلا يطلبونه بلهفة ما عادوا الآن يرغبون فيه أو يشتهون الوجود معه . فإذا لم يكرس قوته ونفوذه ليحصل لهم على الحرية من الرومان فلن يكون لهم أي شأن به.ML 366.1

    لقد صارحهم يسوع بالقول: “ منكم قوم لا يؤمنون” ثم أضاف قوله: لهذا قلت لكم: “إنه لا يقدر أحد أن يأتي إلي إن لم يعط من أبي” (6 : 64، 65). ثم أرادهم أن يفهموا أنهم إذا لم يجتذبوا إليه فسبب ذلك هو أن قلوبهم لم تفتح للروح القدس ، لأن “الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً” (1 كورنثوس 2 : 14). فبالإيمان وحده تبصر النفس مجد يسوع . وهذا المجد مستتر إلى أن يضطرم الإيمان في النفس بالروح القدس ML 366.2

    إن هؤلاء التلاميذ إذ وبخ يسوع عدم إيمانهم أوغلوا في الابتعاد عنه. لقد استاءوا استياءً عظيما ، وإذ أرادوا أن يجرحوا شعور المخلص ويرضوا خبث الفريسيين رجعوا إلى الوراء وتركوه بكل أنفة وازدراء . لقد اختاروا لأنفسهم- تمسكوا بالصورة دون الروح ، اختاروا الأصداف و طرحوا اللآلئ جانبا . و لم يعدلوا عن هذا القرار فيما بعد لأنهم لم يعودوا يمشون مع يسوع. ML 366.3

    “ الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن” (متى 3 : 12). كان ذلك الوقت هو وقت التنقية أو التذرية . لقد عزل كلام الحق التبن بعيدا عن الحنطة . فلأنهم كانوا معجبين بأنفسهم وأبرارا في أعين أنفسهم إلى أقصى حد بحيث رفضوا التوبيخ ، وكانوا محبين للعالم جدا إلى حد أنهم رفضوا حياة التواضع فكثيرون منهم تركوا يسوع وارتدوا عنه . إن كثيرين من الناس ما زالوا يعملون نفس العمل . إن النفوس تمتحن في هذه الأيام كما قد امتحن أولئك التلاميذ في مجمع كفرناحوم . فعندما يمس الحق شغاف قلوبهم يرون أن حياتهم ليست منطبقة على إرادة الله . إنهم يرون حاجة نفوسهم إلى تغيير شامل ، ولكنهم لا يرغبون في ذلك العمل المنطوي على إنكار الذات . لذلك يغضبون عندما تكتشف خطاياهم فيمضون مستائين ويتركون يسوع قائلين مع أولئك التلاميذ: “إن هذا الكلام صعب! من يقدر أن يسمعه؟”.ML 367.1

    لقد راق لهم أن يسمعوا عبارات المديح و الملق ، أما الحق فغير مقبول ولم يقدروا أن يسمعوه. فعندما تسير جماهير الناس في ركاب الحق ويأكلون للشبع وتسمع هتافات الانتصار فإنهم يهتفون بأصوات عالية . ولكن عندما يكشف روح الله الفاحص عن خطيتهم ويأمرهم بتركها يديرون للحق القفا ولا يعودون يمشون مع يسوع.ML 367.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents